نقاء فتياتنا ليس للبيع
![نقاء فتياتنا ليس للبيع نقاء فتياتنا ليس للبيع](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/67962.jpg)
كل حكومات العالم وُجدت لحماية مواطنيها من أي نكد يومي، وتنظيم أمورهم اليومية لصد أي انحراف نحو الرذيلة، ولكن للأسف، لم تكتفِ حكومتنا بفشلها حتى الآن في إبعاد شبح الغلاء عن الشعب الأردني، ولو لمتر واحد فقط عن طريقه، بل خرج علينا وزير العمل بقرار السماح لفتياتنا بالعمل في البارات والملاهي الليلية.
لم تجد وزارة العمل أي وسيلة لمحاربة شبح البطالة لدينا إلا بفتح باب البارات أمام فتياتنا لإكسابهن الخبرات في هذا المجال وتصديرهن إلى الدول الأكثر انفتاحاً لجلب عملة صعبة لزيادة احتياطات البنك المركزي من الدولارات المغموسة بشرف كل أردني.
والطامة الكبرى أن صاحب أحد هذه البارات التي أصبحت همّاً يؤرق كل غيور، توقع أن يعارض أفراد عائلة الفتاة التي تفكر بالعمل في الملاهي في بداية الأمر، وسوف تعتاد على ذلك في نهاية المطاف، بحجة أن الأردني ماضٍ في طريقه نحو المزيد من الانفتاح والتحضر والتقدم، وكأن التحضر أصبح يبدأ من طاولات و "بست " البارات والملاهي الليلية!
لا نستبعد بفضل هذه السياسات، لحل مشكلة البطالة، أن تجيب عاملتنا فيها، عند الطلب منها فتح باب البيت لطارقه : "بكفي طول الليل وأنا بشتغل، بدي ارتاح شوي "، ولن نكتفي بما نشاهده من عنف يدق كل بيت من بيوتنا، بل نصبّ الزيت على النار التي ستكوينا جميعاً، إذا بقيت الحكومات المتعاقبة تصم آذانها وتغلق عيونها عن أنين طفل ترقص جنباته من البرد بفضل تحرير أسعار الوقود، و "قرقعت مصارينه " لأنه لم يستطع والده تأمين طعام عشائه لهذه الليلة لنفاد جيبه من بقية الراتب المتقزم.
المطلوب الآن بعد هذه الغفوة، وما أكثر الغفوات في أيامنا هذه، الإصرار بقوة على إغلاق هذه البارات، أو تقنينها وحصرها في الفنادق، وليذهب من يريد أن يؤنس وحشته ويفرغ جيوبه مما أعطاه الله، إلى تلك الفنادق بخفي حنين بعيداً عن ترنحاته في أزقة وحارات مدننا، وبعيداً عن نقاء فتياتنا وسمعة أردننا أمام الآخرين.