أكثر من 300 ألف نازح سوري بالقرب من الحدود الأردنية
المدينة نيوز :- بلغ عدد النازحين الفارين من هجمات النظام السوري في محافظة درعا، والعالقين على الحدود الأردنية، ما بين 270 ألفا و330 ألفا، وتعد هذه أكبر أزمة نزوح في سوريا منذ اندلاع الحرب بها سنة 2011.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ليز ثروسل، في مؤتمر صحفي بجنيف، إن الوضع في درعا “يزداد سوءا بسبب التصعيد”، داعية الأردن وبقية دول المنطقة لفتح أبوابها أمام النازحين من الجنوب السوري.
وأعربت ثروسل، عن تقدير الأمم المتحدة لاستضافة تركيا ولبنان والأردن أعدادا كبيرة من اللاجئين، منذ بدء الاشتباكات في سوريا، وأكدت في الوقت نفسه أهمية وضرورة فتح الحدود أمام المدنيين النازحين جنوبي سوريا.
وقبل نحو أسبوعين، بدأت قوات النظام السوري بدعم من الميليشيات التابعة لإيران وإسناد جوي روسي، عملية عسكرية للسيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة جنوبي سوريا، وتمكنت من التقدم في عدد من البلدات شرقي درعا أبرزها “بصر الحرير” ، وفق ما نشر موقع تي ار تي بالعربية .
وحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، قتل 214 مدنياً -على الأقل – بينهم 65 طفلاً، و43 امرأة جراء هجمات قوات بشار الأسد المدعومة جواً من الطيران الروسي خلال الفترة مابين 15-30 يونيو/حزيران الماضي.
وأعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أمس الاثنين، أن بلاده ستجري محادثات مع روسيا هذا الأسبوع بشأن وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك.
وأضاف في تصريحات من عمان، أنه سيسافر اليوم الثلاثاء، إلى موسكو لإجراء محادثات رسمية مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف يوم الأربعاء.
وقال الصفدي “أتطلع لحديث صريح ومعمق معه من أجل بحث كيفية الوصول لوقف إطلاق النار بأسرع وقت” مضيفا أن روسيا طرف أساسي في أي حل.
وأضاف أن هناك تطورات سريعة على الأرض، وعبر عن أمله في أن يتمخض الاجتماع عن مزيد من التفاهمات والتقدم لاحتواء الأزمة ومنع وقوع المزيد من الدمار.
وذكر أن المحادثات مع لافروف، ستركز على كيفية تهيئة الظروف على الأرض بحيث يشعر الناس بالأمان للعودة إلى بلداتهم وقراهم.
ويشعر الأردن، الذي يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجل بحسب الأمم المتحدة، بقلق متزايد من الحملة العسكرية التي تستغرق وقتا طويلة والتي قد تفجر كارثة إنسانية. وقال إنه لن يفتح حدوده لعبور المزيد. وقالت إسرائيل كذلك إن حدودها ستظل مغلقة.
وقال الصفدي، إنه لا يوجد نقص في إمدادات الإغاثة الإنسانية المخزنة الآن على طول الحدود الأردنية لكن الأمر يرجع للأمم المتحدة للحصول على الموافقات الضرورية من دمشق للسماح بدخول الإمدادات لمحافظة درعا.
وأضاف الصفدي “هناك عشرات الشاحنات على الحدود الأردنية ومن ثم فإن المسألة لا تتعلق بتوفر المساعدات الإنسانية بل بتهيئة الظروف عبر الحدود لإرسال المساعدات. الأردن كان وسيبقى بوابة دعم وبوابة لإسناد الأشقاء”.
ولفتت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بيتينا لوشر، إلى أن برنامج الأغذية تمكن من تقديم دعم غذائي عاجل لنحو 200 ألف نازح فقط في المنطقة.
ويتزايد الضغط العام على الأردن لتخفيف القيود على دخول اللاجئين. وانتقد البعض موقف المملكة من السوريين الذين يملك الكثير منهم صلات قرابة بأردنيين على الحدود.
وقال الصفدي “نعتقد أنه ليس من مصلحة أحد أن يرحل السوريون عن بلادهم”.
ويلعب الأردن، الذي دعم الجيش السوري الحر والمعارضة إلى جانب داعمين غربيين وعرب آخرين، دور الوساطة في محادثات بينهم وبين الروس لأجل التوصل إلى اتفاق سينهي القتال وسيعيد سيادة الدولة.
وعقد مفاوضو المعارضة اجتماعات مع روسيا في مسعى للتوصل إلى اتفاق يشكل كل محافظة درعا ويريدون من الشرطة العسكرية الروسية أن تلعب دورا في صنع السلام.
ويقول دبلوماسيون، إن هذه الجماعات تريد من الأردن أن يلعب دور الضامن لأي اتفاق وهو دور أبدى الأردن الاستعداد للقيام به.