جمهورية عهد!!
لم تكن عهد التميمي اول السرب الاخضر الذي استبدل تاء التأنيث بتاء التحرير ولن تكون آخره، وهناك نساء عربيات من مختلف الاقطار اعلنّ العصيان على تعاليم الجواري، وليست مصادفة ان تكون جميلات الجزائر هن الاشهر بين شهداء وشهيدات الاستقلال، وقد قلت هذا لوزيرة الثقافة الجزائرية في الذكرى الخمسين للثورة، فالخطأ الشائع عن ذكر المليون شهيد دون اضافة الشهيدة هو تعبير عن ايديولوجيا ذكورية موروثة في عالمنا العربي فالمليون جزائري الذين دفعوا مهر الحرية بينهم الاف النساء.
لقد سبقت عهد ومهدت لها الطريق نساء من وطنها منهن الشهيدة والاسيرة والفدائية التي جرها الجنرال باراك من شعرها بعد الموت انتقاما ثأريا يليق بثقافة الاحتلال السوداء، والشعوب بفطرتها تمتلك نزعة للترميز، لهذا فإن عهد هي عهود وهي الاسم الحركي لمن قاومن طيلة عقود، لكن جمهورية عهد هي التعبير الرمزي عن كيان تاريخي خالد ومقدس سواء حمل اسم دولة او اي اسم آخر! وهذا ما قاله الصديق الباقي محمود درويش عام الاجتياح حين اصبحت صبرا وشاتيلا فضيحة عصرنا وعورته الى الابد فما اكبر الفكرة وما اصغر الدول.
لقد اطلق سارتر اسم جمهورية الصمت على فرنسا اثناء الاحتلال النازي لأن الفرنسيين اعادوا اكتشاف الوطن بعد تعرضه للغزو وقال ان كتابة اسم فرنسا على جدار كان يكلف الفرنسي حياته وبالرغم من ذلك امتلأت الجدران كلها باسم بلاد تحررت.
وفي تلك الفترة الحالكة كتب احد الشعراء الفرنسيين يقول سنفارق الكثير من اهلنا واصحابنا قبل ان نلتقي ببلادنا، وتحولت قصيدة الحرية لبول ايلوار الى نشيد خالد تتوارثه الاجيال.
جمهورية عهد تسخر من صفقات القرون كلها، وحين صفعت الجندي المدجج على وجهه كانت تنوب عن ثلث مليار عربي ايديهم مكبلة والعين بصيرة لكن اليد قصيرة بفضل فقهاء الاستبداد والعلاقمة الجدد!!
الدستور - الثلاثاء 31/7/2018