النازحين الفلسطينيين والآليات المشجعة على العودة
لا يزال البيان الذي صدر عن اللجان الشعبية التابعة لفصائل منظمة التحرير في لبنان ، حول دعوة أهلنا إلى العودة إلى سورية . وهم الذين أجبرتهم الأحداث التي اندلعت في سورية منذ العام 2011 ، بعد أن اجتاحت المجموعات الإرهابية العديد من المخيمات هناك ، إلى النزوح إلى لبنان . يثير الكثير من التساؤلات والقلق والإرباك لدى أوساط هؤلاء الفلسطينيين النازحين في عموم المخيمات.
خطوة اللجان الشعبية المدعومة من السفير الفلسطيني في لبنان السيد اشرف دبور ، الذي أُعلن على لسانه عن مكرمة يقدمها السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، مقدارها ألف دولار لكل عائلة تود العودة إلى سورية . هذه الخطوة وإن كانت مقدرة وتأتي في السياق الطبيعي الذي تعمل عليه الفصائل من أجل عودة أهلنا إلى مخيماتهم وأماكن تواجدهم في سورية . ولكنها في الوقت ذاته تفتقر إلى التعاون والتكامل بين الكل الفلسطيني ، بمعنى خطوة كهذه يجب أن تكون بالاتفاق والتعاون بين جميع الفصائل الفلسطينية في لبنان ، وبالتالي التنسيق والتفاهم والتعاون مع الجهات والمرجعيات اللبنانية المولجة بهذا الملف ، والتي بدورها لابد من التنسيق مع الجانب الرسمي السوري ، من أجل تسهيل ونجاح الخطوة . وخطوة الإعلان هذه اعتبرتها الكثير من اللجان المعنية بالنازحين حيث تواجدوا ، غير مفهومة ، وغير مبررة بعد ما تعرض له مخيم اليرموك من تدمير نتيجة استباحته واحتلاله من قبل المجموعات المسلحة الإرهابية على مختلف مسمياتها والتي كان أخرها تنظيمي النصرة وداعش .
من حق أهلنا أن تصيبهم حالة من الإرباك والقلق وطرح الكثيرمن التساؤلات حول تلك الخطوة ، في أسبابها ودوافعها ؟ ، ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟ ، وهي التي جاءت متزامنة مع مبادرات مشكورة ومقدرة ، كللت بالنجاح في إعادة أعداد كبيرة من النازحين السوريين بإشراف الأمن العام ومديرها العام اللواء عباس إبراهيم ، وبالتالي الحديث عن خطة خارطة طريق تشرف عليها روسيا الاتحادية وبالاتفاق مع الجانبين السوري واللبناني لإعادة النازحين السوريين في لبنان إلى وطنهم بعد استتباب الأمن والأمان في معظم المناطق السورية .
وحتى لا نُغرق أنفسنا وأهلنا في الشرحيات والإنشائيات ، لابد من طرح آليات عملية إذا ما أريد نجاح تلك الخطوة المتمثلة في عودة أهلنا إلى مخيماتهم ومنازلهم في سورية ، ونلخصها بالآتي :-
1. أن تكون طلائع العائدين ، أولاً من العائلات الملتزمة أو المنضوية في صفوف فصائل منظمة التحرير على اعتبار أنهم أصحاب تلك الدعوة ، الأمر الذي من شأنه أن يعطي الصدقية والجدية لهذه الخطوة ، وبالتالي إقناع المترددين أو المتوجسين من تلك الخطوة .
2. تأمين مراكز إيواء للعائدين ، أو تأمين بدلات إيجار شهرية لهم من قبل منظمة التحرير ، إلى حين إعادة الاعمار في سورية .
3. التنسيق مع الحكومة السورية ، عبر السلطات اللبنانية من أجل تسهيل تسوية أوضاع ممن يحتاجون لتلك التسوية من العائدين ، إسوة بالسوريين .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني