فلسطينيو سورية في لبنان : الكثير من علامات الاستفهام
أثيرت في الآونة الأخيرة حالة من السخط والغضب بين أواسط اللاجئين الفلسطينيين السوريين المهجرين في لبنان بعد صدور ثلاث تصريحات من قبل السفارة الفلسطينية واللجان الشعبية من البيان الذي صدر عن السفير الفلسطيني في لبنان "أشرف دبور" والذي طلب من اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية بالعمل على تنظيم قوائم بأسماء العائلات الفلسطينية السورية المهجرة إلى لبنان الراغبة بالعودة إلى سورية، وتزويد السفارة بالكشوف حتى تتمكن من تسوية أوضاعهم لدى الجهات اللبنانية، وما لحقه من اعلان صرف مكرمة مالية من رئيس دولة فلسطين مقدارها ألف دولار أمريكي لتسهيل عملية العودة إلى المخيمات الفلسطينية في سورية.
هذه البيانات أثارت عاصفة وزوبعة من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول جدوى صدورها في هذا التوقيت والهدف منها، حيث شكك بعض اللاجئين في نوايا السلطة الفلسطينية واتهمها أنها تريد المتاجرة بهم وتحقيق المزيد من المكاسب السياسية على حساب مصالحهم، متسائلين إلى أين سنعود بعد أن دمرت منازلنا وممتلكاتنا؟ مطالبين السلطة بصرف المكرمة على إعادة بناء المخيمات الفلسطينية في سورية وتأمين عودتهم بشكل نظامي وتسوية أوضاعهم الأمنية من خلال التنسيق مع الدولة السورية
فيما أعتبر البعض منهم أن هذه الخطوة إيجابية ومحمودة هدفها التخفيف عن اللاجئ الفلسطيني ومساعدته على العودة إلى سورية خاصة أنه يعيش في لبنان أوضاع قانونية غير مستقرة ومعيشية واقتصادية مزرية.
وتعليقاً على الإعلان، تساءل ناشطون فلسطينيون عن مغزى التشجيع على عودة المهجرين الفلسطينيين في ظل دمار مخيماتهم وخاصة مخيم اليرموك، وتردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سورية.
من جانبه قال أبو محمد أحد اللاجئين :" بعد صدور ثلاث تصريحات من قبل منظمة التحرير فيما يخص عودة الفلسطينيين الفارين من سوريا في لبنان الى سوريا على لسان الشعلان واللجان الشعبية وبعد صدور أرقام لمن تقدموا وسجلوا اسمائهم وقد تكون ارقام وهمية، ننصدم بتخبط داخل المنظمة ونلاحظ تملص كلا من السفارة والمنظمة من تلك التصريحات واعلانهم انهم توقفوا عن تسجيل الأسماء، هل كل هذا يجعلكم تتساءلون لماذا كل هذ؟
مردفاً والمصيبة الكبرى هي أنه لا يوجد أي تنسيق بين المنظمة وبين لجنة المصالحة التابعة للدولة السورية وانهم ليس لديهم علم بما تقوم به المنظمة، هنا يتبادر للذهن سؤال مهم، ماذا تنوي منظمة التحرير فعله بالشعب المسكين وكيف ستلقي بالشباب المطلوبين للجيش والذين لديهم ملف أمني في سوريا، وماهي أهداف المنظمة من كل ذلك، هذا السؤال تم توجيهه لهم وما كان منهم الا التخبط وعدم الإجابة الواضحة؟
في حين اعتبر أبو يوسف أحد مهجري مخيم السبينة أن مكرمة الرئيس واعلان السفارة مساعدة العائلات الفلسطينية السورية ممن يرغب منها على العودة إلى سورية خطوة إيجابية وتحسب لها في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية المزرية التي تعيشها تلك العائلات في لبنان، متسائلاً لما كل هذه الزوبعة التي أثيرت؟ ولماذا هذا الهجوم على السفارة والسلطة الفلسطينية؟
إلى ذلك اعتبر الكاتب رامز مصطفى في مقال كتبه أن البيان الذي صدر عن اللجان الشعبية التابعة لفصائل منظمة التحرير في لبنان، حول الدعوة للعودة إلى سورية أنه يثير الكثير من التساؤلات والقلق والإرباك لدى أوساط هؤلاء الفلسطينيين السوريين في عموم المخيمات، منوهاً إلى أن تلك الخطوة تفتقر إلى التعاون والتكامل بين الكل الفلسطيني ، بمعنى خطوة كهذه يجب أن تكون بالاتفاق والتعاون بين جميع الفصائل الفلسطينية في لبنان ، وبالتالي التنسيق والتفاهم والتعاون مع الجهات والمرجعيات اللبنانية المولجة بهذا الملف، والتي بدورها لابد من التنسيق مع الجانب الرسمي السوري، من أجل تسهيل ونجاح الخطوة.
بدوره استهجن أبو جهاد أحد أبناء مخيم اليرموك المهجر في لبنان صدور هذا الاعلان، وأردف لا أريد مكرمتكم إنما أريد أن أعود إلى مخيم اليرموك، إلى داري حيث ودعت فيها أحبابي وتركت كل ما أملك من ذكرياتي وربما روحي وغدوت لاجئاً من جديد أبحث عن كرامتي، وعن غرفة لتسترني وأسرتي، مضيفاً يامن زرتم مخيمنا أما شاهدت أعينكم ما حل بنا