زعماء في العالم الجديد
"لطالما كنت سعيدا في عملي كرئيس لولايات المتحدة، لقد احببت مهنتي كثيرا، انا ما زلت في ريعان الشباب واستطيع انا قدم اكثر لبلادي، لكن الدستور لا يسمح لحكم اكثر من فترتين، وليس هناك احد فوق القانون بمن في ذلك الرئيس، من بعدي سيأتي رئيس جديد ولا بد ان لديه جديدا ليقدمه ايضا، انا الان سأخدم بلدي من مواقع اخرى، سيكون عندي وقت اكثر للبقاء مع عائلتي، سوف ازور افريقيا لمساعدتها، حيث يكون الحكم في اي بلد بيد فرد واحد يكون الجهل والتخلف، وهناك دول افريقية تخلصت من الماضي وتعتمد الديمقراطية وحالها الان افضل، انا استغرب من الذين يريدون الحكم مدى الحياة ولا سيما الذين يملكون المال، هناك الكثير مما يمكن فعله من اجل ان استمر في خدمة بلدي دون ان اكون رئيسا".. هذا بعض مما قاله الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما اخيرا امام حشد من الإفريقيين.
اذا، هناك من يريدون حكم البلاد والعباد مدى الحياة، ودولهم دون ريب كما وصفها اوباما تماما، وهؤلاء لا يخدمون بلدهم اساسا او حتى انفسهم اذ ان في الحياة ما هو خاص ايضا كما عبر اوباما عندما اشار الى عائلته. والامر لا ينطبق على الحاكم الفرد فقط وانما على اصحاب المناصب العليا في الدول المتخلفة وهم يصرون على البقاء فيها مدى الحياة ايضا، واكثر من ذلك تجدهم يمهدون لتوريثها.
كيف يمكن التحكم بالحكم لمن تجاوز العقد الثامن من عمره مثلا، وكيف يمكن احداث التغير نحو الافضل ممن تكلسوا في الحكم وإن هم اقل من الستين عمرا ولم يعد لديهم اي جديد، وليس من داع للشرح اكثر فالامثلة كثيرة وشاهدة وليشر احد الى عكس ذلك.
اذا، وكما عبر اوباما، ليس من حصاد سوى الجهل، وبسبب ذلك تجد شعوبا تسبح بحمد الزعيم وتصر على ان تكون كما اي قطيع ويحصدون دائما الزعيم الخالد والملهم والقائد وألقابا ما انزل بها من سلطان.
السبيل - الاربعاء 8/8/2018