أجور الأطباء.. أضحى مبارك للإعلام
التوازن لم يعد موجودا وفقدان المعاني ايضا وغياب القيم كذلك، وقد بات نادرا ايجاد من يهتم حقا ولم يعد هناك من يصدق ان له من يمثله من النواب او يؤمن بمجلسهم، وبذات المعنى للاعيان الذي لم يعد يطلق عليه احد مجلس الملك. كما انه لم يعد للاحزاب اي وزن والنداءات مستمرة من اجل حياة حزبية وقانون عصري لها يؤمن دورها منذ ثلاثين عاما، والتحسر على ايام عملها السري صحيح لما كانت بوزن وطني ما.
ولا يختلف الحال بالنسبة للنقابات التي كانت جماهيرية وشعبية واطياف سياسية وهي الان تكاد تخلو من اي نكهة، ثم يأتيك قرار نقابة الاطباء امس برفع الاجور كما الحكومة التي ترفع الضرائب فأي فرق بين الشعبي والرسمي وبات كلاهما كل يعمل في واد خاص به دون اكتراث لأي تشابك والضحية هم الناس الذين بحال خراف هذه الايام التي يقال لها هزلا اضحى مبارك.
وفي السياق نفسه، ها هي الاسواق تخلو من المستهلكين رغم صرف الرواتب، والاقبال على المواد الغذائية في اقل حالاته، وحلويات العيد مكدسة عند الباعة والرخيص منها اكثر من الثمين وتخزن للعيد القادم دون اهتمام بالصلاحية. ويتصدر مشهد العاصمة الباعة في سيارت النقل الصغيرة يعرضون بضاعة الدرجة العاشرة ويقبل عليها الناس طالما البكسة بدينار، وغيرهم لا يملون طلب الخردة ولا تخلو سيارة منها رغم كثرتها بما يعني ان الناس تبيع لتحصل اي مبلغ مهما صغر فأي بلد نحن وضمن اي تصنيف؟!
الغياب عن الوعي حاضر اكثر ولا احد يقف عند نهاية لأي امر، وتبقى القصص مفتوحة ولن يكون آخرها دخان مطيع واحداث الفحيص والسلط، ثم يأتيك رئيس الوزراء يجتمع مع اعلاميين وكتاب ولا ينقل احد منهم شيئا يستحق وقبله مؤتمر صحفي عرمري لم يخرج احد منه بمعلومة، واخير يرتب الديوان لقاء لإعلاميين وكتاب مع الملك وينتهي الامر بتبرع واحد منهم للكتابة عن الملك وليس عن اي معلومات تحدث بها.
السبيل - الاحد 18/8/2018