فلحة بريزات : سيدة الوطن
المدينة نيوز - سبقنا الرفيق اللدود اسامة الرنتيسي في نشر مقال للإعلامية والكاتبة المبدعة الزميلة فلحة بريزات عن شهداء العملية الإرهابية التي ضربت الأردن مؤخرا ، إذ خصصت المقال للشهداء من خلال خطاب موجه لأمهاتهم الصابرات المحتسبات ..
عندما تضوع فلحة عبر المدى تتفتح الذاكرة بكل ما هو أصيل وجميل ، وأردني حتى النخاع ..
نترككم مع المبدعة دائما وأبدا الإعلامية الاردنية المخضرمة فلحة بريزات وليضرب أسامه رأسه بجدار المدينة نيوز أو الأول نيوز ، لا فرق لدينا ( المحرر ) :
سيدة الوطن
يا أم الشهيد، يا سيدة الزمان والمكان ،هل ستألفين الموت بعد إرتحال الأحبة ؟ وهل للعيد معنى وقد أقبل وجلاً من أرواح حلقت عالياً في جمعةِ أظلمت فيها القلوب والعقول، وقصُرت فيها الخطا إلا من خطواتهم، هل ترقبين يا درة البيت من البسوك عباءة العز؟ ومن لا ينحنون إلا ليلتقطوا حبات دموعك العزيزة.
يا أم الشهيد أعيادنا تمتد فيها مساحات الحزن، فالعيد يُقبل باكياَ بلا حبيب يلثم الجبهة ،بلا عزيز يلقي التحية. لسيدة وطن تجمّلت بالصبر، وتعطّرت بالندى، وخلت خزائن بيتها إلّا من ملبوسات الستر وكرامة العيش .
لا عليك يا أماه، فالشهداء كالمغيب بسمرته يبشروننا بغدٍ وضاح المحيا .
أرأيت يا مليحة الخصال فاسداً أو لصاً أو غير ماجدٍ يتقدم الصف ليبني وطناً، هل أخبروك بأنّ سهول وجبال ( وطنك) -انت لا غيرك- أصبحت حمراء ندية بفضل شريان دمهم الرقراق، لأنّ الشهداء ومنذ الخليقة يختصرون ثرثرات مدعي حب الوطن ومنظري القوم وساسته ، ليعيدوا كرامة الأوطان المنسيّة.
ياصاحبة المنجل والمغزل يا من وهبتن ثمرة الأحشاء” لوطن يصعدون من أجله، وغيرهم يريدون وطن ليسرقوا خيره، فهنيئاً لمن خلا زمانهم من منطوق الربح والخسارة ، وامتلأ زمان غيرهم بحقائب حملت كل خيرات الوطن . فسلام لذلك الموت الذي ينقاد لأبجدية الفحولة والمروءة، ويستهزأ بسارقي الوطن ليتركهم بطغيانهم يعمهون.
بجمعة الشهيد نقول للساهر”كيف للعيد أن يصبح عيدين”؟! وقد أمسى عيدهم مخضبا بلون الدم ، نتوسلكم رأفة بأم الشهيد، ومن تنتظر عيديته ومن هي للعهد باقية ، رأفة باليتيم وبالكَلِيم، فجرحهم ما زال أخضراً ، رفقاَ ثم رفقاَ بمن توقدت قلوبهم بنيران الفقد والفجيعة ، رفقاَ بأفئدة فقهتنا باللياقة وسمو الحزن وكرامة النفس، ونحن نجود عليهم بما هو لهم حق.
يا أم الشهيد يا سيدة الوطن الأولى يا من توقفت عندها الألقاب، في العيد نرفع الأكف” للرحمن” ليظلهم بظله، في العيد وأيامه المباركة نترحم عليهم، وعلى”شهيد العيد” وشهيد الغدر، وشهيد الأرض والإستعمار، وعلى من سبقوهم ، ومن للموت هم يسعون غير منتظرين عدالة بشرية، يا سيدة الرضى لمثلهم تبكي الحرة، ولسلالة الأصل والشهامة والعفة يُكتب التاريخ .
الختام ومسكه لك يا أبا الشهيد، فعذراً تبقى كلماتي قاصرة أنّ تكتب لك، فقد ستر ربيب قلبكم الوطن وصانه ( ستره الله). يا من تسكنون في وطن الشيح والقيصوم فأنتم تعلمون أنّ الرجال أنواع وأنّ الشهيد هو سيدُ الرجال.
شهداء العمليات الارهابية الاخيرة
