رب ضارة نافعة

تم نشره الأحد 02nd أيلول / سبتمبر 2018 12:47 صباحاً
رب ضارة نافعة
عبدالله المجالي

نفذت إدارة الرئيس الأمريكي وعيدها، وأوقفت دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا».
تهدف إدارة ترامب من ذلك إلى الضغط على العرب والفلسطينيين للقبول بتعريفها للاجئ الفلسطيني، وهو الفلسطيني الذي خرج من فلسطين عام 1948 فقط، وهذا التعريف ينطبق الآن على حوالي 40 الف فلسطيني، وبالتالي ستبدو مسألة ملف اللاجئين أو حق العودة سهلة الحل.
لا شك أن ملف اللاجئين وحق العودة هو من أعقد وأصعب مسائل المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولذلك تعمد القوم أن يؤجلوها ضمن ما يسمى قضايا الحل النهائي.
ولا شك أيضا أن القوم كانوا متساهلين في مسألة حق العودة، فالمبادرة العربية للسلام التي قدمت عام 2002 لم تشر صراحة إلى حق العودة، وإنما إلى الوصول لحل عادل لمشكلة اللاجئين يتفق عليه.
تقوم استراتيجية العرب، للأسف، على أن الكيان الصهيوني يستحيل أن يوافق على عودة اللاجئين الفلسطينيين، هذا ما تؤكده تصريحات للرئيس محمود عباس في أكثر من مناسبة، وهو في أحد التصريحات يقول إنه لا يرغب بالعودة إلى مسقط رأيه، بل يريد الذهاب إلى زيارته فقط.
تاريخ المفاوضات العربية الإسرائيلية والفلسطينية الإسرائيلية تدل دلالة لا تخطئها العين أن القوم مقتنعون جدا بأنه لا يمكن تنفيذ حق العودة، ولذلك فهم يجتهدون لإيجاد حل يرضي الطرف الإسرائيلي.
على الطرف المقابل، فإن حق العودة يحظى بقدسية لدى الشعب الفلسطيني والعربي؛ هذه القدسية جعلت من المستحيل أن يقدم قائد فلسطيني أو عربي تنازلات رسمية موجعة في هذا الملف. لذلك كان العرب والسلطة الفلسطينية يحبذون أن تبقى مسألة اللاجئين لمفاوضات الحل النهائي؛ ذلك أنهم يتمنون أن يحصلوا على شيء يشجعهم على الحديث علانية عن حل عادل لمشكلة اللاجئين لا يتضمن حق العودة والتعويض.
ما حصل الآن أن سياسة ترامب الغبية قفزت بمسألة اللاجئين إلى الواجهة، وجعلت الفعاليات الشعبية والقوى الحزبية والسياسية تستنفر، كما الجاليات الفلسطينية في الشتات.
لا حديث الآن سيعلو على حديث اللاجئين والأونروا وحق العودة وقدسية حق العودة، ولن يستطيع رسمي فلسطيني أو عربي بعد الآن أن يتجاوز الحديث عن قدسية حق العودة.
شكرا إدارة ترامب؛ فقد جعلت ملف القدس واللاجئين يقفز إلى رأس أولويات الشعب الفلسطيني والعربي، وقد حصنتهما من أي تنازلات كان يستعد لها النظام العربي.

السبيل السبت 1/9/218



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات