حوار الحكومة والأخوان

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لا يمكن قراءة تركيز التلفزيون الرسمي على بث المناظرة التي جرت بين الشيخ حمزة منصور وبين نائب رئيس الوزراء أيمن صفدي لأكثر من إعادة ، بل لا يمكن قراءة استضافة أمين عام جبهة العمل الإسلامي إلا في سياق قرار التقارب الرسمي الذي اتخذ على أعلى المستويات مع الإسلاميين .
قال حمزة منصور في الحوار الساخن ما كان يقوله في مؤتمراته الصحفية ، التي كانت في كثير من الأحيانتلقى صعوبات جمة في بثها أو نقلها حتى في وسائل الإعلام المستقلة ، فما بالكم بالإعلام الرسمي .
الحوار على الهواء ، وقول منصور ما أراد يشي بأن توجها رسميا بفك الحصار عن الإسلاميين تم اتخاذه ، بعد أن فشلت كافة الخيارات السياسية على المستوى الإقليمي وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام : ( تعنت إسرائيل وضعف أوباما ) وأيضا بعد أن بدا المشهد الداخلي بأمس الحاجة إلى تكاتف جميع القوى بمن فيهم الإسلاميون للذود عن البلد داخليا وخارجيا .
إلا أن مصادر ذات صلة بالإسلاميين تقول : إن أي تقارب ، حتى ضمن سياق المصلحة الوطنية يستوجب تنازلات ، تنازل الدولة ويتمثل بفتح أبوابها للحوار مع أقوى حزب سياسي وإرجاع ما يعتبره الإسلاميون حقا لهم وعلى رأسه إلغاء القضايا التي رفعت ضد قادتهم في المحاكم ، وفتح منابر المساجد لخطبائهم ، وعدم تعطيل فعالياتهم السياسية ( كل ذلك ورد على لسان منصور في المناظرة ) وايضا وهو هام وأساسي في إقبالهم وعدم إدبارهم : إرجاع جمعية المركز الإسلامي إلى كنفهم .. وفي المقابل تطلب الدولة عدم تمترس الأخوان وذراعهم السياسي جبهة العمل خلف مواقف مسبقة ، ونظريات غير واقعية ، وكل شيء في السياق متاح ومقدور عليه ، ضمن ثوابت الدولة الأردنية دستورا وقوانين .
لم تكن المناظرة مجرد مناظرة لتسويق الحكومة ، بل رسالة عالية الفعالية للداخل والخارج فحواها : أن الأردن قوي ولا يخشى شيئا ومنفتح على الجميع ، وأيضا : أن الأخوان جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الاردني ، كما أكد الملك أكثر من مرة ومنذ سنوات .