الاردن حاول إقناع امريكا الإبقاء على دعم "الأونروا"

المدينة نيوز:- قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن الأردن أكبر مستضيف وأكبر داعم للاجئين الفلسطينيين حاول، إقناع الولايات المتحدة الإبقاء على دعم لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" مؤكدا ان الاردن عرض التعاون مع امريكا على تحقيق توزيع أكثر عدالة للعبء.
واضاف الصفدي خلال جلسة لوزراء الخارجية العرب لدعم الأونروا ان الأردن نظم بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والسويد والاتحاد الأوروبي مؤتمراً في روما في شهر آذار الماضي لحشد الدعم للوكالة، ولبحث سبل التوافق على آلية مستدامة لتوفير احتياجاتها وبصورة تحقق مشاركة أوسع في تحمل الأعباء ونجح المؤتمر في الحصول على دعم مالي إضافي فاق 100 مليون دولار.
نص كلمة وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي :
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الرئيس،
معالي الأمين العام،
أصحاب المعالي والسعادة الزملاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكر لكم تلبية دعوة المملكة الأردنية الهاشمية عقد هذه الجلسة الخاصة لبحث سبل حشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).
ذاك أن الوكالة تواجه أزمة مالية حادة، تهدد قدرتها على الاستمرار في القيام بدورها وفق تكليفها الأممي.
ويشكل هذا تحديا يتطلب جهودا استثنائية لمواجهته. فالحفاظ على الأنروا ودورها مسؤولية قانونية وسياسية وأخلاقية إزاء أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني. حماية الأنروا يعني حماية حق خمسة ملايين إنسان فلسطيني في العيش بكرامة ... وحماية حق أكثر من 560 ألف طفل فلسطيني في التعليم، وملايين غيرهم في الخدمات الصحية والمعونات الإغاثية. ودعم الأنروا موقف لا بد من أخذه واضحا ثابتا تأكيدا على أن قضية اللاجئين قضية من قضايا الوضع النهائي، تحسم وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمها القرار 194، ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.
الزملاء الأعزاء،
واجهت الأنروا ضغوطات مالية في السابق. لكن الأزمة تفاقمت هذا العام نتيجة قرار الولايات المتحدة وقف دعمها الوكالة. كان دعم واشنطن للأنروا في السابق يتجاوز 350 مليون دولار سنويا، أي حوالي 40 بالمئة من موازنة الوكالة. لكنها قدمت هذا العام 60 مليون دولار فقط، قبل أن تعلن أنها أوقفت دعمها بالكامل.
حاولت المملكة، أكبر مستضيف وأكبر داعم للاجئين الفلسطينيين، إقناع الولايات المتحدة الإبقاء على الدعم وعرضنا التعاون معها على تحقيق توزيع أكثر عدالة للعبء.
ونظم الأردن بالتعاون مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والسويد والاتحاد الأوروبي مؤتمراً في روما في شهر آذار الماضي لحشد الدعم للوكالة، ولبحث سبل التوافق على آلية مستدامة لتوفير احتياجاتها وبصورة تحقق مشاركة أوسع في تحمل الأعباء ونجح المؤتمر في الحصول على دعم مالي إضافي فاق 100 مليون دولار.
واستجابت عديد دول شقيقة وصديقة لدعوات دعم الوكالة، فبلغت قيمة الدعم الإضافي أكثر من 200 مليون دولار، ما خفض العجز المالي لهذا العام من 417 مليون إلى حوالي 200 مليون دولار.
لكن، للأسف لم تنجح جهود إقناع الولايات المتحدة الإبقاء على الدعم. وبقيت قيمة العجز كبيرة.
وفي سعي للحصول على المزيد من الدعم، ستنظم المملكة بتنسيق مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين، وبالتعاون مع السويد وألمانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وتركيا بصفتها الرئيس الحالي للجنة الاستشارية للوكالة، اجتماعا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر.
وسيستهدف الاجتماع تأكيد الدعم السياسي للوكالة ودورها وفق تكليفها الأممي، وإيجاد دعم إضافي يسد العجز في موازنة العام الحالي، وبحث سبل ضمان توفير الدعم للسنوات القادمة وفق خطة مالية ومنهجية عمل فاعلة.
واسمحوا لي هنا أن أثمن الدعم الصلب للوكالة الذي عبرت عنه أكثرية دول المجتمع الدولي. ففي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن وقف تمويل الأنروا، لمسنا موقفا دوليا متناميا لدعمها.
ولا بد هنا من الإشارة إلى الجهد الكبير الذي بذله الأشقاء في مصر لحشد الدعم للوكالة وإلى أن الدعم الإضافي الذي قدمه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر (50 مليون دولار من كل منهم) والأشقاء في دولة الكويت أسهم بشكل كبير في تخفيض العجز لهذا العام.
الزملاء الأعزاء،
فتحت الأنروا مدارسها للعام الدراسي الحالي. لكن خطر إغلاق هذه المدارس هذا العام أو عدم فتحها العام القادم قائم ما لم يتوفر التمويل المطلوب. والسؤال المطروح هو:
هل نضمن للأنروا ما تحتاج من إمكانات فتبقى مدارس غزة مفتوحة أمام أكثر من 260 ألف طفل لاجئ، أم نفشل في تلبية احتياجات الوكالة فيدفعهم بذلك العالم نحو المزيد من اليأس والقهر والحرمان.
الزملاء الأعزاء،
الحفاظ على الأنروا استثمار ضرورة لبناء السلام والاستقرار اللذين ننشد جميعا. وللفشل في حماية الوكالة ودورها كاملا تبعات خطرة على أمن المنطقة، خصوصا مع تعمق مشاعر الغضب واليأس وزيادة احتمالات تفجر الأوضاع جراء استمرار غياب آفاق إنهاء الاحتلال وتلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة.
سنستمر في المملكة بالعمل مع الأشقاء ومع المجتمع الدولي لإسناد الوكالة سياسياً وماليا، وللتأكيد على أهمية استمرارها في القيام بدورها. وسنعمل معكم جميعا لضمان أن يكون التصويت على تجديد ولايتها العام القادم في الجمعية العامة وقفة دولية للتأكيد على أن للاجئين حقوقا حياتية وسياسية لا مساومة فيها.