الشد والجذب بين الصندوق والشعب
ليس صندوق الانتخاب بالطبع؛ فصندوق الانتخاب الحر والشفاف والنزيه هو صديق الشعب، بل هو مطلب الشعب، بل هو حبل الإنقاذ المتبقي للشعب مما يعانيه من تغول الفساد والمفسدين.
إنه صندوق النقد الدولي الذي ما فتئ ضيفا ثقيلا على صدور الأردنيين منذ عام 1990. وما أراه أن وصفات الصندوق كانت ستشفي الاقتصاد الأردني المريض لولا تدخل الفساد والمفسدين في تلك الوصفات، ولا أدري إن كان هناك تواطؤ من الصندوق في ذلك، لكن ما أنا متأكد منه أن الدول الكبرى التي تهيمن على الصندوق لا تريد خيرا للأردن، وهي متحالفة بطريقة أو بأخرى مع الفاسدين والمفسدين.
ما إن ينتهي برنامج تصحيح اقتصادي حتى يبدأ غيره، وما إن يحزم وفد الصندوق حقائبه ليغادر عمان، حتى يحطّ وفد آخر حتى قبل تنظيف الغرفة وتغيير ملاءات الأسرة.
تجتهد الإدارة الأردنية في أن صندوق النقد لا علاقة له بفرض القوانين أو السياسات الاقتصادية العامة، لكن من حسنات حكومة الدكتور عمر الرزاز أنها لم تختف وراء تلك الحجب، وقالت بالفم الملآن إنها توصلت لصيغة مشتركة مع صندوق النقد لقانون ضريبة الدخل الموعود. ماذا يعني هذا؟ لكن الرزاز أردف: لا ضغوط على الأردن!!
إذا لم يكن هناك ضغوط على الأردن فلم التفاوض مع صندوق النقد، ولم لم تخرج مسودة القانون إلا بعد أن توصلت الحكومة لصيغة مشتركة معه!!
المعركة الآن بين صندوق النقد متخفيا وراء الحكومة وبين الشعب الذي أسقط حكومة الدكتور هاني الملقي على خلفية القانون.
لكن السؤال المحير: ما هو موقف شلة الفاسدين والمفسدين من هذه المعركة، ومع من سيقفون؟
ما أعرفه أنني يجب أن أقف في الموقف المعاكس لموقف الفاسدين والمفسدين الذين يلهثون وراء مصالحهم الخاصة، وليس مصالح البلد المنهك.
السبيل - الخميس 13/9/2018