مهرجان قلق .. الفتاة التي عبطت عامودا وامتطت عجلا
المدينة نيوز -خاص - داليدا العطي - نيويورك- : لا اعتقد بان وزير الداخلية أو محافظ العاصمة مقتنعان باجراءاتهما حيال مهرجان قلق سيء الذكر ، كما لا اعتقد بان احدا من الاردنيين بلع الاجراءات التي تشبه الذهاب للحج والناس راجعة .
كان يفترض اتخاذ تدابير وضمانات قبل أي موافقة يحصل عليها الشخص الذي حصل عليها ، والذي لغاية الآن لا يعرف أحد لا اسمه ولا شكله ولا مكانته ولا الجهة التي تدعمه في البلد لترخيص حفل بهذه السفاهة .
لقد وصل الامر في حفل الدعارة الذي رأيناه على مواقع التواصل من هنا من الولايات المتحدة إلى عروض تعري تخجل منه مومسات الشوارع المرخصات والعاملات في الملاهي الليلية ، دون أن يقول لنا أحد : كيف حدث هذا في بلد عربي اسلامي محافظ يحمل رسالة .
حذرت قبل سنوات من سفري للولايات المتحدة وعبر المدينة نيوز من مثل هكذا مآلات قد تحدث باكرا بسبب الفساد والافساد الذي تمارسه فئة محسوبة على الاردنيين من كبار البرجوازية الذين يذرع أبناؤهم شوارع عمان بسيارات فارهة مطلقين صيحات البجاحة الفظيعة على ركاب الباصات المنتظرين على المحطات المزدحمة وعلى المارة ( رأيت ذلك بأم عيني ) وكأن البلد مزرعة للذين خلفوهم ممن نهبوا المال العام وسيطروا على مفاصل الاقتصاد ويريدون الآن تكريس هذه السيطرة من خلال الانحلال ونشر الحرام والترويج للـ خمر والمخدرات و " الجنس " الرخيص مثل بعضهم .
قبل حوالي سنتين ، طلب شاذون في الاردن من وزارة التنمية الاجتماعية ترخيصا لجمعية تجمعهم ، لممارسة الشذوذ واللواط والسحاق والقرف ، ومضى سعيهم لأيام ، ولولا ردات الفعل التي اجتاحت الإعلام حينها لما سمع الاردنيون عن ذلك شيئا ، بل ولربما كان قد تم ترخيص الجمعية في الخفاء لولا الضغط الشعبي الذي حال دون ذلك ، ولن تفاجأ إذا مررت بأحد شوارع عمان ورأيت أحدهم يعرض خدماته على السيارات الخليجية والاجنبية واقفا إلى جانب الطريق ليلا وهو على بعد بضعة كيلو مترات مما حدث لسدوم وعمورة .
وإذا كان اللوم يقع على وزير الداخلية ومحافظ العاصمة بالدرجة الاولى ، فإنه يطال ايضا وزير التربية والتعليم المنهمك بتغيير المناهج التي لا تخرج الا اجيالا من الطلبة ممن يحفظون كل الألفاظ الوسخة ولا يحفظون سورة الاخلاص ، كما يطال وزير التعليم العالي الذي يروج للتطوير مدفوع الثمن ، والذي يستميت في الدفاع عن وجهة نظره حيال تخصص الشريعة ، إذ سبق وأن قال نواب اردنيون في تصريحات منشورة بأن تغيير المناهج وتطوير التعليم ليست سوى شروط لتقديم المنح والقروض ، ولا أعتقد بأن أيا من الوزراء بإمكانه إنكار ذلك ، كما أن الحكومات المتوالية تتحمل وزر كل ما يجري الآن من صياعة .
الفساخة التي ظهر بها حفل قلق ، أقلق الله راحة من كان وراءه ومن حضره شخصيا من الصيع والصائعات ، والهمل والهاملات ( استثني العائلات المحترمة التي اعتقدت بأنها أمام حفل فني مختلف) .. : ليست سوى انموذج عن المخفي الذي هو أعظم ، فلقد تزاحم الآلاف للدخول مما نتج عنه مشاجرات استخدمت فيها كل الألفاظ الفاحشة والادوات المتاحة قبل أن يتم إنهاء الحفل وكأن شيئا لم يكن ، وما ردات الفعل الرسمية من قبيل إجراءات محافظ عمان إلا بعد الضجة التي أثيرت حول هذا الحفل " الإجرامي " الذي تجاوز كل الأخلاق والاعراف والعادات والتقاليد والدين ، ولهذا فإن على الاردنيين أن يتوقفوا لسؤال أنفسهم : وين رايح البلد ؟؟ .
ما الفرق بين الفتاة التي تهز أردافها وتركب رجلها وتمارس العهر النظري وبين السماح لطالبات وطلاب المدارس بمشاهدة الافلام الاباحية من خلال السماح لهذه المواقع بالوصول إلى أي شخص في الاردن ، مذكرين بأن المطالبات التي نادى بها البعض لحجب مثل هذه المواقع لم تجد آذانا صاغية من قبل الإتصالات التي قطعت الشك باليقين واعلنت صراحة أنه لا نية لديها لحجب هذه المواقع بالمطلق ، ولهذا فإن التناقض الذي يعيشه الشاب الأردني جعله منفصم الشخصية ، فتارة هو محافظ جدا ، وأخرى منفلت جدا بدليل الـ 10 آلاف شاب وفتاة الذين تزاحموا لحضور حفل قلق الماجن ، قبح الله من سعى اليه .
ولو اقتصر الأمر على هؤلاء الصيع لقلنا " ألله لا يردهم " ولكننا نتذكر دائما أنهم هم الذين سيكونون سبب الدمار والخراب العام في البلد ، وهذا ليس كلامي ، بل كلام رب العالمين الذي يقول : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الاسراء )
يفترض بالرزاز أن يفتح ملف تحقيق كبير ، فالقضية قضية أمن وطني ، وليست قضية فتاة عارية امتطت عجلا أو " عبطت " عامودا" .