الموسيقى لمسح ذاكرة العنف لدى الأطفال السوريين في الاردن
المدينة نيوز:- في محاولة جديدة، لتخفيف مشاهد العنف المخزنة في ذاكرة الأطفال السوريين في المخيمات الأردنية، احتشد عدد كبير من الأطفال في مركز مكاني بمخيم الأزرق للاجئين السوريين ضمن برنامج العلاج بالموسيقى؛ لمنحهم الأمل في الحياة وتعزيز الدوافع لديهم والتخلص من الآثار الكبيرة التي فرضتها عليهم ظروف الحياة.
وشارك عازف البيانو العالمي وسفير (اليونيسيف) الاقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيد ديراني، في خطوة ضمن جهود منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لتخفيف آثار اللجوء وويلاته على الأطفال.
وقال ديراني إن "آلاف الأطفال اللاجئين في المخيمات بحاجة لكل جهد يسهم بمساعدتهم في تجاوز خسارتهم لوطنهم والبعد عنه والعيش بأقل الظروف، ومن هنا جاءت الجهود لتوفير العلاج بالموسيقا، وتصميم نموذج يكون فعالا ومستداما، ويستفيد منه آلاف الأطفال الذين لجأوا إلى الأردن".
ووضع ديراني تصورا لهذا البرنامج خلال زيارته مخيم الزعتري عام 2016، ليقوم بعد ذلك فريق من المتخصصين بتصميمه واختباره بمشاركة أطفال وبالغين من المقيمين في المخيمات.
وأظهرت نتائج الاختبارات أن العلاج بالموسيقا كان مفيدا بشكل كبير للأطفال في مراكز مكاني، بحسب ما قال ممثل (اليونيسيف) في الأردن روبرت جنكنز، مشيرا الى أن رؤية الأطفال وهم فرحون ومستمتعون، أمر رائع ويعكس ما بأنفسهم من طاقة وحب. محمد العتمة، أحد الاطفال المستفيدين من البرنامج، غنى بعضا مما يحفظ من تراث بلدته درعا السورية، فيما يقول والده الذي يدرِّس الموسيقا في المخيم، إن "ابنه محمد لديه كثير من المواهب من بينها الغناء، وهو ينمي هذه الموهبة لديه، فهو يعكس ظروفه في اللجوء بكلمات غنائية جميلة". وأضاف، ان "أصدق ما يعبر عن حياة اللاجئين هي كلمات مغناة من الأطفال، وان كل ما يقدم للأطفال من موسيقا أمر جميل يساعد في التخفيف من سوء المنقلب الذي تعرضوا له منذ العام 2011 في بلادهم".
نهى إحدى الطفلات اللواتي اشتركن في هذا البرنامج وعمرها لم يتجاوز 10 سنوات، تصف الموسيقا أنها "شيء جديد ينسيها كثيرا من مرارة اللجوء والسكن في الخيمة لبعض الوقت"، ورغم ازدحام الذاكرة لديها الا أن الابتسامة لم تفارقها، وهي تنتقل بين الآلات الموسيقية. يشار إلى أن برنامج "الموسيقا" للأطفال السوريين في مراكز مكاني بمخيمات الازرق والزعتري للاجئين يهدف الى مساعدة الاطفال على التعامل مع الصدمات والخسائر التي مروا بها من خلال سماع الموسيقا وتعزيز مهارات التواصل والتعبير عن أنفسهم. يذكر أن زيد ديراني تم تعيينه سفيرا لـ (اليونيسيف) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عام 2016، وهو مؤسس "مؤسسة زيد للسلام والتفاهم العالمي"، وهو عازف بيانو أصدر عدة ألبومات وقدم عروضا في مختلف دول العالم.