معارضة الخارج

تم نشره الثلاثاء 02nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2018 01:09 صباحاً
معارضة الخارج
عمر العياصرة

على حد علمي، وعلى مر السنوات الماضية، لم اسمع بوجود معارضة اردنية تعيش خارج حدود البلد، ربما، في الخمسينيات والستينيات كان هناك بعض المحسوبين على «معارضة الخارج»، وقد عاد غالبيتهم لحضن الدولة وشغلوا مناصب حساسة وسيادية.
الاردن، دولة فيها بعض حرية الرأي، كما انها ليست بالقاسية تماما على مخاليفها، ناهيك عن طبيعتها وتركيبتها التي لا يصلح معها منطق تصفية الخصوم الداخليين.
من هنا لم تظهر الحاجة لمعارضة تتخذ من الخارج مكانا ومنبرا للتعبير عن آرائها، فالفضاء السياسي الداخلي يحتمل ان تقول ما تشاء، مع استثناءات تتعلق بالملك وأدائه.
حديثا، برزت ظاهرة وجود افراد متناثرين، هنا وهناك، يلعبون دور معارضة الخارج، يستخدومن بمهارة ادوات السوشال ميديا، ويرفعون سقوفهم، وينحتون المعلومات التي تحتاج الى فحص وتدقيق.
ايضا هذه الظاهرة ليست معارضة للخارج بالمعنى المؤسسي، بل هي مجرد ظاهرة فردية، بقيت لفترات طويلة بالظل، ولا تعبر عن اي طاقة تفسيرية لنهج المعارضة.
الجديد، انها رغم بقائها فردية، الا انها اصبحت واسعة التأثير والنطاق، فما يقوله احدهم (معلومة او تحليل، او تخيلات) تصبح مادة منتشرة يتحدث فيها كل الاردنيين، في مجالسهم الاجتماعية والنيابية.
هذا التطور له اسباب، منها ان ثمة فراغ رواية تسببت فيه الدولة وادواتها، ناهيك عن فقر الادوات والاستراتيجيات، اضف لذلك غياب رجالات الدولة السياسيين القادرين على الاشتباك مع الناس.
ايضا المعارضة التقليدية غائبة ومرهقة ومحاصرة، فالاسلاميون في حالة كمون ودفاع عن النفس، كل ذلك، ساعد في تشكيل آذان صاغية من المجتمع موجهة لهؤلاء الافراد المعارضين من الخارج.
ظاهرة لا يستهان بها، ويجب ان لا تمر مرور الكرام، دراسة وتحريا وقرارا، فالناس «مش ناقصهم» المزيد من حالة عدم اليقين، ومرة اخرى، مشكلتنا ان الناس تصغي لأي كان، وهنا يكمن الخطر.

السبيل - الاثنين  1//10/2018



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات