«لوين رايحين».. من يملك الإجابة؟
اتفق مع الصديق بسام بدارين ان سؤال الملك «لوين رايحين؟» الذي ردده امام اعلاميين ونخبة قبل ايام، شكل صدمة سريعة لعقل الدولة والمجتمع ولي شخصيا.
هذا السؤال منطقي ان يطرحه المواطنون، ونسمعه كثيرا في مجالس الاردنيين، وللامانة فهو يُسقط اثناء الطرح على المسائل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على السواء.
اما حين يطرحه رأس الدولة والسلطات، الملك، العارف بالتفصيلات، فهنا يجب ان نقلق، سواء كان السؤال استفهاميا ام استنكاريا، ام حتى استئنافيا لمرحلة جديدة.
ما يقلقني بعمق ان نتشارك كأردنيين مع القصر الضبابية والقلق، ما يقلقني اكثر ان نتشارك سؤال المستقبل الغامض، فلا يستوي وليس من المصلحة الوطنية ان يصاب الجميع بالحيرة المفرطة.
لكن دعونا ننظر ببعض الايجابية ونقول «لوين رايحيين» الملكية كانت غارقة بالاجتماع اكثر منها بالسياسة، لذلك اردف الملك في ظهرها حديثا عن سيادة القانون والتنمر المجتمعي.
ما اتمناه، واعتقده مناسبا لفهم حديث الملك الاخير، هو ان الدولة مطالبة بعد سؤال «لوين رايحين» الملكي ان تتخلى عن حالة الانكار، وان تمؤسس لمرحلة النقد الذاتي، وبعدها نرسم خطة لبداية جديدة تجيب عن سؤال «لوين رايحين؟».
اجابة السؤال، باتت ملحة وضرورية، ولا اعرف كم سيقدم طرح هكذا سؤال من فائدة لحكومة الرزاز، ولا اعرف من سيجيب عن السؤال، لكنني اجزم ان الملك يملك كثيرا من الاجابات.
شفافية الملك، تنسجم مع شفافية الرزاز، لكنها تحتاج الى تأطير، او قل ثورة بيضاء، فاليوم الدولة تنقد نفسها، وتستنكر أداءها، وآن الاوان لتخرج من طور الى طور.
السبيل- الاربعاء 3/10/2018