ربيعٌ بواقع خريف .. قراءة عَرَضية
المدينة نيوز :- بدايةً ومن خلال الإستقراء الأولي لغلاف الكتاب ( ربيعٌ بواقع خريف ) يتبادر لذهن القارئ أن المقصود هو ما كان يُسمّى بالربيع العربي وأن المؤلف سيدورُ من خلال كتابه في المُعترك السياسي لمآلات الربيع العربي سلباً أو إيجاباً.
بينما الكاتب الشاب يوسف صفوري لم يتطرّق لهذا المفهوم في كتابه إطلاقاً.
إنما جاء الكتاب كحالةِ إسقاطٍ على واقعٍ مؤلمٍ يعيشه شباب الجيل اليوم يتناولُ مرحلةً زمنيةً عايشها المؤلف تتأرجحُ بينَ الربيع والخريف ليظهر الخريفُ أكثرَ قوّةً في طغيانه على الربيع.
وربما يرجع هذا إلى التغيّرات المُناخية التي طرأت على العالم اليوم تماماً بحجم المُتغيرات النفسية والمجتمعية والقسوة الحياتية التي طرأت على جيل الشباب اليوم والتي عاشها الكاتب وأسقطها إسقاطُ واقعٍ مرير على أبناء الجيل وما تُعانيه الأمة من شراسة الخريف القاسي على ربيعها الذي يأتي كل عامٍ يعرجُ على قدمٍ واحدةٍ ويمشي إلينا على إستحياءٍ مِن هزيمة الخريف له. !!
لا .. بل إن الكاتب قد اختصرَ علينا مُتلطّفاً مقولته التي لطالما سمعتها منه عن ذبذبة الخريف أيضاً ( ربيعٌ بواقع خريفٍ و خريفٌ حالَ دونَ شمسه السحاب ) !!
إن الكتاب بحقٍّ جديرٌ بالإهتمام وبالقراءة المُتعمقة للغوص في معانيه ومراميه؛ بل إن الإسقاط الواقعي الذي أسقطه المؤلف على ما آلَ إليه ربيعُ شبابنا بل ربيعُ أمّتنا بأسرها جديرٌ بالتوقّف عنده والتأمّل تأملا لعله يعيد لنا أوراقاً وأزهاراً من ربيعِ حياتنا قبل أن يلتهمَ الخريف منّا ما تبقّى من ربيعٍ فينا.
لقد أبدعتَ القولَ والوصفَ الكاتب الشاب يوسف صفوري وأسقطتَّ نثراً على واقعٍ يتألمُ من خريفه الكثيرون ليشهدَ لكَ الكُتّاب والأدباء و تُحاكيك المواقع والصحف الإخبارية مُعلنةً عن ولادةِ كتابٍ بحجم إبداعكَ يُحاكي واقعاً بينَ الربيع والخريف