كلمتان/ رباعية الارجنتين وتشكيلة الحكومة
منذ الساعات الاولى للصباح من يوم الخميس ــ 11 تشرين الاول ــ والناس لا يشغلها الا موضوع واحد, وهو مباراة العراق ضد المنتخب الارجنتيني العملاق, فغاب الكلام الجنسي عن الطبقة السياسية النتنة, واختفت النكات القبيحة عن المنطقة الخضراء المشؤمة, حتى ان حجي محسين نسي الكلام عن الحكومة, بل الادهى ان تمر عليه ساعات النهار من دون أي شتيمة او لفظ فاضح بحق الساسة العراقيين, ويقال ان للتانغو الارجنتيني سحرا لا يقاوم, وهذا ما شاهدنا تأثيره على حجي محيسن, تجمع العراقيون ليلا حول شاشات التلفاز متمنين قوة وحزم في مواجهة الكبير الارجنتيني, لكن بعيدا عن الامنيات صدقت كل توقعات العراقيين بهزيمة نكراء وحصلت بالأربعة.
نذكر هنا نقاط مهمة لتدارك الأخطاء التي وقع بها الاتحاد العراقي (كالمعتاد):
اولا: المنتخب بحاجة ماسة لكادر مساعد عراقي خبير فليس معيبا اضافة كابينة خبراء مثلا كريم علاوي, سعد قيس, جبار هاشم, صادق سعدون, حمزة هادي, سمير كاظم, قصي منير, صفوان عبد الغني, فتواجد المغمور احمد خلف وحيدا لن ينفع المنتخب ابدا.
ثانيا: تغيير اسلوب اللعب كما حصل ضد الارجنتين امر صعب ويحتاج وقت كبير جدا, خصوصا ان منتخبنا متعود على اللعب بأربع مدافعين, لذلك يجب العودة لخطة اللعب المعتادة فالوقت قصير ولا يكفي للتغيير.
ثالثا: يجب اتاحة الفرصة لنجوم الدوري مثل علي حصني وصفاء هادي وعلاء عباس, وعلى المدرب متابعة الدوري فالمنتخب ليلة الخميس كان بلا طعم ولا لون ولا رائحة.
الكلمة الثانية: مفاجئات تشكيلة الحكومة
من مفاجئات عبد المهدي المذهلة! انه خرج علينا بأسلوب جديد للترشيح للوزرات, وهو الترشيح المتاح لأي شخص عبر الموقع الالكتروني, بعيدا عن سطوة الاحزاب (كما يقال)! وقد تم ترشيح اكثر من ثلاثون الف خلال مدة التقديم وهي ثلاثة ايام, أي ان الرئيس المكلف وفريقه سوف يدرسون طلبات 30000 الف عراقي قدموا ترشيحاتهم للحكومة الجديدة, ويجب الانتهاء والاختيار خلال مدة قصيرة جدا لا تتعدى يوم او يومين.
والسؤال هنا سيتم القبول والاكتفاء بهذه الطلبات الالكترونية, ويتم تجاهل الحراك السياسي بين الاحزاب والكتل, في تنافسها حول حصصها بالمناصب والوزارات؟ ام ان الموضوع دعابة من عبد المهدي في سبيل تغيير الجو وتهدئة النفوس!
العجوز ابو علي (القهوجي القديم في الباب المعظم) صرح قائلا: عبد المهدي يريد ان يكسب الناس عبر رسائل اعلامية جذابة, لكن الوزارات ستكون حتما ولابد من حصة الاحزاب وكالمعتاد.