لا تحزن .. مقالة تستحق النشر للطالبة ارام بن طريف " الاول ثانوي "

تم نشره الخميس 01st تشرين الثّاني / نوفمبر 2018 08:53 مساءً
لا تحزن .. مقالة تستحق النشر للطالبة ارام بن طريف " الاول ثانوي "
الطالبة ارام بن طريف

المدينة نيوز - المحرر الثقافي - : فوجئنا في المدينة نيوز بهذه المقالة التي وصلتنا عبر الايميل للطالبة ارام رأفت بن طريف ذات السادسة عشر ربيعا " أول ثانوي " .. ولما انتشرت الأمية لدى الكثير من خريجي الجامعات في الوطن العربي بفعل سوء التدريس والمناهج وسياسة التجهيل ، فقد كانت هذه المقالة مفاجأة، خاصة بعد تحققنا بشأن كاتبتها حيث تبين بأنها ناشطة ثقافية ولها مع وزير الثقافة الاردني وفي الاندية الثقافية وغيرها نشاطات وندوات ، وحق لها ان ننشر مقالتها نظرا لجزالتها نسبة لعمرها المديد ..

وللتنويه ، فإن هذه الطفلة تدرس مجانا الآن في إحدى المدارس الخاصة نظرا لفصاحتها ومعدلها المدرسي الذي لم يهبط دون 99 بالمئة طوال رحلتها التعليمية .. المقالة بعنوان " لا تحزن " ونترككم مع آرام رأفت بن طريف :

كلنا لنا من مشاعر الفرح والحزن والخيانة والخذلان نصيب, كلنا لنا من النجاح والرفعة والعلو والسقوط نصيب, كلنا لنا من ملذات ما وهب الله نصيب ,كلنا سنأخذ ما لنا من هذه الدنيا بلا أي زيادةٍ او نقصان ,سنأخذ ما قد كُتب لنا في السطور شئنا أم أبينا , فحياتنا أشبهُ بطريقٍ مليء بصناديقَ مجهولٌ ما بداخلها كلٌ منا سيأخذ كمًا منها ويكمل مسيرهُ فإما أن يكمله يائسًا مهمومًا ناسياً للذات الإلهية فينحرف عن طريقهِ فيذهب للهاوية وإما أن يرضى بها ويطغي عليها طابع الرضى والشكر فيكمل طريقه سعيدًا ويكون كأيقونة للبهجة ويحيي بها أمةً.

ما بالنا أصبحنا لألحان الحزن عازفين؟! ما بالنا أصبحنا لمشاعر اليأس والخذلان ناشرين؟! أقد شربنا مرَّ الحياة بلا قصد ؟!أهملنا أنفسنا لمجرد وُقوعنا في حفرةٍ صغيرةٍ , والتي كان مرجوًا في الأساس أعظم , ربما تلك الحفرة قد كسرت إصبع قدمي ولكنها لم تَشُلَّ ظهري ,ربما قد أحدثت خرقًا في ثيابي ولكنها لم تجعلني أُلاقي حتفي , و إن سقطت نقطة حبرٍ على ورقةٍ بيضاء قالوا من أفسد تلك الورقة ؟أولئك أصحاب النظرة البائسة قد يَرونَها عيبًا أصاب تلك الورقة ولكن بها قد خُطَّت أجمل الكلمات ,ما بالنا قد ضيقنا نافذةَ الحياة حتى أصبحت كثقبٍ صغيرٍ لا تُرى منه إلا أشعة الشمس, ما بالنا وقد حرمنا انفسنا من أهم حقوقها ألا وهو حق الحياة ,ما بالنا إذ انسينا أنفسنا معنى السعادة إلى درجةِ محونا إياها من قاموس حياتنا ,نعم يا سادة فبعضُنا قد دفن نفسه وهو على قيد الحياة.

أحسدهم أصحاب الابتسامة اللامعة، أصحاب الضحكة الصاخبة التي قد هزت كيان قلبي , أحسدهم على جميل ما بداخلهم على حلو كلامهم على نقاء جوهرهم على ريعان قلوبهم ,نعم أحسدهم على تلك القناعة ,على مبدئهم في الحياة , على سلاسة تعاملهم وهدوء أسلوبهم ,على اختصاراتهم لأشد المواقف ضجراً وأكثرها للقلب جرحًا , يا لعظمتِهم ما اقواهم وما اجمل ممشاهم ,بهم تحلو الحياة وعنهم كل الكلام الطيب يُحكى ,كيف لا أتمنى أن أكون منهم وهم للأبواب المغلقة مفاتيح ,وهم ماءٌ لأزهار قد شارفت على الموت عطشًا , هم تلك الحجارة التي بها يرمم ذاك البيت الذي دمره البرق الجبار, هم كألوان اختلط بها الماء فرسمت اجمل اللوحات ,لا يبالون بمصاعب الحياة ولا يكترثون لأوجاعهم ,فيهم ذاك التجسيد الواقعي للقناعة والثقة العمياء برب الوجود ,أهم مثلنا بشر عاديون ام نحنُ من كوكب الزهرة ؟

المسألة مسألة حب لله وصبرٍ لأجله فقط، فالكل منا يعاني والكل منا لديه مشاكله وهمومه ولكن هذه سنة الحياة والقوي منا من يبني حائطًا يستند عليه عندما تضيق به الدنيا، القوي منا من يقوي تلك الصلة بينه وبين رب الوجود، القوي منا من يطفئ بذكر الله نار الحقد والكره، المسألة ليست معقدة فقط اقترب من الله وستجد كل ما تريد يقترب منك، أحبب غيرك في الله واسعَ لأجل نيل رضا الله، فما السعادة والحزن إلا اختبار فأحسن الإجابة.

نهاية كل جروحنا الالتئام , نهاية كل أوجاعنا التلاشي ,نهاية ذاك الطريق الشاق المتعب حصاد لثمرة مجهودنا ,ولنكن ذوي تفكير عميقٍ وكبيرٍ حتى في أتفه الأمور, ولنكن عقلانيين في كل مسائل الحياة ,ليس الخصام ولا اليأٍس ولا الوحدة الحل دائما ,لا بل هم من يعقد المشكلة ويكبرها مهما كانت تستحق , ولنؤمن أنّ وجودنا في الحياة له هدفٌ وله تأثيرٌ على كل شيء, لنكن إيجابين كبستان وردٍ نشتم رائحته من أقصى المسافات ,الحياة متطلباتها ليست بهذا التعقيد , هي فقط تحتاج أن نبتسم فما اجمل ابتسامتنا وما اغلاها عند من نحب ,ابتسم وابتهج واملأ الدنيا فرحًا يا ابن ادم فالله في كتابه الكريم قال : ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ) .

ارام رأفت بن طريف

الصف الأول الثانوي / علمي - الاردن



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات