خدمة العلم
من الضروري إعادة القرار بخدمة العلم لكل شباب الأردن بلا استثناء، وفق رؤية جديدة وفلسفة جديدة تقوم على منهجيه إعداد وتربية لخريجي الجامعات والمعاهد وما بعد الثانوية العامة و تشمل الإعداد البدني والنفسي والفكري، على أسس موحدّه ومتفق عليها وتحظى بالتوافق المجتمعي، من أجل تخريج أنماط جديدة من الشباب الطموح والقوى المستعد لخدمة وطنه بحب وانتماء واندفاع ايجابي مقدر.
يمكن أن تكون الخدمة بعد مرحلة التدريب التي تستمر ثلاثة أو أربعة أشهر الذهاب للعمل في كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والحكومية بحسب التخصصات والرغبة والتأهيل لمدة عام أو أكثر ويعطي ما يكفي نفقاته الشخصية من حيث المعيشه والتنقل بالحد الذي يحفظ كرامة الشخص في الحد المقبول.
خدمه العلم تمثل قيمة عليا من قيم المواطنة وهي ضريبة يدفعها كل مواطن يعيش على ثرى هذا الوطن الطهور، وبنفس رصينة و تحمل في طياتها صنوف الابداع الشخصي وفق ما لديه من دراسات و مهارات وخبرات حصل عليها خلال حياتة الجامعية، تسهم في تطوير مؤسسات الدولة وطريقة عملها.
هناك تجربة مليئة بالانتقادات لدى الذين خدموا في سنوات سابقة ويحمل بعضهم قدراً من المرارة والشعور بتضيع الوقت والجهد أحياناً مما يقتضي إعادة تقويم التجربة السابقة بطريقة موضوعية وعلمية بحيث يتم الاستماع إلى شهادات أصحاب الخبرة من أجل إعادة تطبيق تجربة خدمة العمل بطريقة حضارية راقية تحترم فيها قيم المواطنة والروح الأردنية.
لماذا لا يكون مشروع خدمه العلم مشروعا انتاجيا على الصعيد الاستراتيجي للدولة الأردنية بشكل عام ويشكل عاملاً من عوامل تقدمها على صعيد المشاريع المستقبلية في مختلف القطاعات الزراعية والسكانية والعمرانية يتم من خلالها تنفيذ مشاريع ضخمة تحت اشراف أفرقة مختصة في كل المجالات.
يمكن أن تشكل خدمة العلم روحاً جديدة في إعادة البناء والتعبئة التي تشكل نقلة جديدة بتكلفة أقل وجهود أكبر وأكثر علمية وتخصصاً، والشعب الأردني زاخر بالخبرات والتخصصات التي تحتاج إلى استثمار وتوظيف ايجابي فاعل.
الدستور - الاثنين 19-11-2018