دعوة روحاني ودعوة مسيلمة
كلمات تقطر دما وإن غلفت بمعسول مغشوش ، تلك التي قالها الرئيس الايراني حسن روحاني خلال ما يسمى الدورة 23 لمؤتمر الوحدة الاسلامي الذي عقد في طهران السبت الرابع عشر من تشرين ثاني الجاري .
روحاني ، خريج قم ، والخبير الأمني في مصلحة النظام ، والمسؤول عن المفاوضات النووية مع الغرب وسكرتير مجلس الأمن القومي السابق تحول فجأة الى حمامة سلام فخلال حديثه الى ممثلي وفود دول اسلامية حضروا المؤتمر ، تقمص شخصية مهدي منتظر ، إذ لا غرابة في كون المهدية لدى أمثال هؤلاء مبادئ ميكافيلية كتبت في الحوزة بمداد من تقية .
وكما كان متوقعا ، فقد شن هجوما على السعودية وقال عبر التلفزيون الرسمي وأقتبس هنا نصا ترجمته وكالة الصحافة الفرنسية : " نحن مستعدون للقيام بكل ما هو ممكن لحماية مصالح الشعب السعودي ضد الإرهاب والقوى العظمى (...) كما فعلنا لدعم الشعوب في العراق وسوریا وأفغانستان واليمن .. نريد وحدة الامة الاسلامية "..
هكذا بكل صفاقة ، وكأن السعودية في خطر ، أو أنها عاجزة عن حماية شعبها وكيانها .
ومن يشاهد ويقرأ أو يستمع لهذا الكلام يظن بأن الملالي تحولوا - بضربة ساحر - الى أحمال وديعة ، وخلعوا عنهم مخالبهم وأنيابهم وخائنة اعينهم .
وإنه لمن أغرب الغرائب وأمرها ، أن يضرب القاتل مثلا بضحيته التي اغتصبها ومن ثم قتلها بيده، على أنه حماها من الاغتصاب والموت ، عندما استشهد بالبلدان العربية التي عاث نظامه فيها فسادا وأهلك حرثها ونسلها ، دون أي خجل مما فعلته قوات حرسه الثوري او فيلق قدسه أو ميليشياته العراقية واللبنانية والافغانية والباكستانية وغيرها ، بل ودون أي استنكار لما كان يريد ان يفعل ببقية اقطار الوطن العربي من خليجه لمحيطه ، حيث لا تزال خلايا الدمار ومخططات الموت التي افتضح امرها في الكويت والبحرين والسعودية والاردن والمغرب والجزائر والسودان وغيرها حاضرة إما في محاكم هذه البلدان او سجونها أو لدى ساستها أو ارشيفها .
إن من يريد وحدة الأمة الاسلامية لا يحتل ارضها ولا يحرض عليها ولا يتحالف مع اعدائها ضد مصالحها ، ولا يشتم صحابتها ويلعن امهات مؤمنيها ويخترع بديلا لكعبتها وينسف ثوابتها ويشكك بقرآنها وينكر سنتها ويقتل شبابها ويغتصب نساءها ويقصف مدنها وينهب ثرواتها ويتمدد على حسابها .
من يريد وحدة الأمة الاسلامية يفعل بعكس كل ذلك وإلا فإنه "مسيلمة " ..
"مسيلمة" إياه !.
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز