إزالة آثار العدوان
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، هكذا كان الحال بعد مؤتمر الخرطوم واللاءات الثلاث الشهيرة بعد نكسة وهزيمة 67، لا صلح، لا استسلام ولا مفاوضات، وتخيلوا اليوم الذي يجري رغم استمرار احتلال فلسطين والجولان واجزاء من لبنان والتحكم في سيناء.
فالصلح بأبواب مفتوحة على مصاريعها مع العدو الاسرائيلي، والاستسلام بيّن على لسان عباس ومن لف لفه من المدافعين الجدد العرب عن كيان الصهاينة اليهود، والمفاوضات علنا وتنقل على الهواء مباشرة من اجل التعاون، ولم يعد مهما ابدا ازالة آثار العدوان وهي مستمرة، وصوت المعركة مدو فقط في غزة، واوافق على ما جاء قولا انها الوحيدة من ارض العرب غير محتلة.
نتنياهو في مسقط وعلى موائد السلطان، وفي الامارات وزيرة اسرائيلية تقيم الصلوات اليهودية، وفي سماء عمان والقاهرة يرفرف علم العدو وليس هناك من يخجل وخصوصا الاحياء الذين هم من زمن مؤتمر الخرطوم.
واليوم هو عصر ترامب الذي اخضع القوم اكثر، ويستبيحهم واموالهم ومواقفهم وما عادوا اساسا بأي موقف سوى انتظار بركات ايفانكا ترامب التي لحست ما تبقى من ماء وجوه مسودة لكثرة ما فيها من قلة حياء للبصبصة على ما تيسر مما تكشفه الصبية الامريكية، وهي تخدم بمعية الوالد ترامب، وتحقق له المكاسب تلو الاخرى من دول العرب اكثر ما يكون.
احياء ذكرى وصفي التل هذه الايام مثيرة للحزن والامة بحال خسارات اكثر واكبر من تلك التي حلت زمان واستمرت لليوم وتترسخ اكثر، ومنها تهويد القدس التي ما عادت مهمة واكبر قدر من اجلها رعاية مقدسات لا سطة عليها سوى ليهود. وألم الذكرى بالذكريات ايضا، فأين هو ذاك الزمن الذي كانت تستمد فيه شرعية الزعيم بقدر ما يقدمه من اجل فلسطين والعكس تماما الان، واكثر الشرعيات مستمدة بالقدر الذي تخدم فيه العدو الاسرائيلي وكلما انبطحت اكثر لترامب او حظيت برضى من ايفانكا وهي لا تبخل عليهم بالابتسامات او الضحك عليهم.
السبيل - الاربعاء 28-11-2018