الرزاز والحراكيون
تلقى مجموعة من الناشطين والحراكيين دعوة من رئيس الوزراء، عمر الرزاز، لإجراء حوار معهم غير معروفة اجندته، مع ادراكي ان من اهم اهدافه محاولة احتواء تظاهرات الرابع.
لا اعرف من نصح الرئيس بإجراء هذا الحوار، اهم الحراكيون السابقون في حكومته، ام انه توجه عام من المرجعيات نصحت الرئيس باللقاء وتفريغ انفعال وغضب المتظاهرين.
ردود فعل الحراكيين كانت في الاعم الاغلب رافضة للقاء، لكن عند تتبعي لأسماء بعض المدعوين وجدت انها تتغاضى عن ميكانزيمات الحراك الحالي، وتلجأ الى ناشطي التواصل الاجتماعي.
انا شخصيا اعتقد ان حراك الاردن منذ تخلى الاخوان المسلمين عن الانخراط المباشر معه، لم يعد الا حالة هلامية، تشبه جماعات الضغط العامة التي لا يمكن ادعاء اي مجموعة انها تمثله.
مشكلة اللقاء مع الرئيس انه لن يسفر عن شيء، فمن ثمارها تعرفونها، لكنها ستكون ذات اثر كبير على الحراك من ناحية تخوين من حضر للاسف واعتباره خارجا عن «الجماعة الحراكية».
ايضا، تأتي دعوة اللقاء في توقيت تواجد وتنامي عدد المعتقلين لدى الاجهزة الامنية، وهنا اسأل كيف سيتعامل الرزاز مع هذا الملف، هل يفاجئنا بالافراج عنهم، ام انه سيتحدث للاجتماع بأنه متعاطف معهم؟
مرة اخرى، الحراك لا يمثله احد، وقبول البعض الحوار مع الرزاز باسم الحراك سيكون مدعاة للفرقة والنزاع، وما أراه، مرة اخرى ان الحراك جماعة ضغط ليس اكثر.
وعلى الرئيس ان يتحاور معهم بعيدا عن المكاتب والمجاملات، ذلك خلال قرارات سياسية واقتصادية تفكك الغضب الشعبي ولا تتحايل عليه، وعليه ان يعرف ان الحراك يعبر عن هذا الغضب لا عن قناعاتهم الشخصية.
الرزاز شجاع بالحوارات، لا يقول لها «لا»، لكنه لا يجهز لمضامينها جيدا، يعتبرها حالة تنفيسية اكثر من كونها قنطرة لحلول وتنازلات، لذلك اقول انه حوار عدمي يمكن جعله غير ذلك اذا اتخذ قرارات تفرح الاردنيين وتعدل مزاجهم.
السبيل -الثلاثاء 11-12-2018