لا كبيرة مع الاستغفار.....ولا صغيرة مع الإصرار
![لا كبيرة مع الاستغفار.....ولا صغيرة مع الإصرار لا كبيرة مع الاستغفار.....ولا صغيرة مع الإصرار](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/71420.jpg)
كبيرة هي في منظورها السياسي ، وليست من الكبائر السبع ، وكي لا نخلط بين الكبائر السياسية والكبائر الشرعية في زمن كثر فيه الخلط ، مع أن الاستهانة بالكبائر الشرعية يقود إلى ارتكاب الكبائر السياسية – والكازينوهات وما بها من فواحش تعد من الكبائر في المنظور الشرعي - أو ليست السياسة شريعة وقانون في بعض جوانبها ؟ وانهيار بناء سياسي بعد حصوله على مائة وإحدى عشرة ثقة خلال واحد وأربعون يوما في غير سابقة لها يعتبر هزة سياسية ، جعلت صورة أولئك الذين منحوا الثقة وبمعدل ( 92.5 ) تهتز أمام الشعب كما حرمت صاحب المعدل من القبول في جامعة الشعب ، والمحزن والمؤسف أن الشعب اختار مانحي الثقة ، والشعب رفض قبول الموثوق به في جامعته ، فمن هو المخطئ والمذنب بحق الوطن ؟ ودية الذنب الاعتذار ورقع خرقه بالاستغفار، ولا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع ألإصرار ، فكيف يمحى أثر هذا الذنب ؟
وقد محا عكرمة بن أبي جهل وزر وقوفه ضد المسلمين يوم بدر وأحد بإسلامه وجهاده معهم ، وكان عكرمة إذا أراد أن يقسم بعظيم ولا عظيم إلا الله يقول : ( لا والذي نجاني يوم بدر ) فقد محا وزر يوم بدر بالشهادة يوم اليرموك ، واليرموك من ربوع الأردن لمن لايدرس التاريخ – مداخلة تاريخية نضعها في إطار سياسي لأننا أوتينا من عدم دراستنا لتراث وتاريخ امتنا - وأولى الناس بدراسة التاريخ والاستفادة من عبره هم أولي الأمر فينا . كي يحسنوا سياسة الرعية سياسيا واقتصاديا .
وقد ساس الفاروق أمته ببرنامج سياسي قائلا : ( ألا واني وجدت صلاح هذا الأمر إلا بثلاث : أداء الأمانة والأخذ بالقوة والحكم بما انزل الله ) ، كما ساسها في إدارة المال العام بقوله : ( ألا وإني وجدت صلاح هذا المال إلا بثلاث ، أخذه من حقه ووضعه في حقه ومنعه من باطل ، ألا و إني في مالكم هذا كوالي اليتيم إن استغنيت استعففت وان افتقرت أكلت بالمعروف تقرم البهمة القضم لا الخضم ) فهو كوالي اليتيم في إدارته للمال العام ، وشر المكاسب الربا وشر المأكل مال اليتيم ، فحرمة المال العام كحرمة مال اليتيم والاعتداء عليه والعبث به كبيرة في حق الوطن والشعب .
كبائر سياسية واقتصادية لحكومات متعاقبة ارتكبت بحق الوطن ، انعكس أثرها على المواطن ودفعته للمطالبة بحل حكومة (111 ) ليصار إلى تشكيل حكومة تخلفها ، ويطرح سؤال للنواب ما موقفهم وقد بدت ملامحها ، فهل تتكرر مهزلة وزلة (111) ؟ أم يغسل النواب زلتهم بحجب الثقة عن الحكومة الجديدة تكفيرا عن تلك الزلة ؟ سؤال مطروح على مانحي الثقة (111) وأشير عليهم كي يتطهروا ونتطهر معهم من تلك الزلة أن يرجعوا إلى قواعدهم كي نعذر ويعذروا أمام ناخبيهم وما خاب من استشار ، ورحم الله يوسف العظم عندما حجب الثقة عن إحدى الحكومات أسقطها المجلس آنذاك شُكل بعدها حكومة لم يمنحها الثقة قائلا في جلسة الثقة :( قرار استمرار لقرار وحجب استمرار لحجب ) والحياة تجارب .
فهل محونا وزر يوم ثقة (111) بالحجب في يوم الثقة القادم ب (111) كي نكون صادقين مع أنفسنا ولا كبيرة مع ألاستغفار ولا صغيرة مع ألإصرار .
د محمد عبد العزيز القطاونة