روائيون اردنيون يعاينون المكان الاردني في نصوصهم الابداعية

تم نشره الإثنين 07 شباط / فبراير 2011 11:15 صباحاً
روائيون اردنيون يعاينون المكان الاردني في نصوصهم الابداعية

المدينة نيوز-  يسجل للرواية الأردنية اهتمامها بالمجتمع المحلي من خلال تعاطيها مع المكان .. إذ ظهرت عمّان في كثير من الروايات التقليدية وبخاصة زياد القاسم في روايته (أبناء القلعة) .

كما ظهرت عمان فضلاً عن مدن الكرك ومأدبا في روايات عديدة وبخاصة في ابداعات روايات غالب هلسا وسالم النحاس مثلما تجّلى الاهتمام ايضا بالمكان التراثي .

وحول الاهتمام روائياً بالمجتمع المحلي وقضاياه قالت الروائية سميحة خريسان الرواية ليست فناً يتعامل مع اللحظة أو الفورة الانسانية الخارجة من الذات أو الومضة العابرة التي تشق عباءة الظلمة .

واشارت الى ان الرواية الأردنية لم تنضج تماماً قبل أن تنضج أسئلة المكان والزمان وقضايا الإنسان مبينة ان الرواية عبرت عن هذا المجتمع وعملت على صياغة الأفكار حول الواقع مهما أبحرت في التخييل .

وقالت ان الروائيين الأردنيين يقلبون الحجارة كل يوم عما هو خفي أو مسكوت عنه أو مخاتل , يحاولون قراءة واقعهم برؤى متعددة لا ينسجون صياغة واحدة لأنهم يصدرون عن مرجعيات وتوجهات شتى , لكن هذا الاختلاف يغني قراءة الواقع الأردني ويؤشر الى مواطن خلل متباينة عبر إعادة قراءة التاريخ " كما فعلت انا وجمع من الروائيين مثل زياد قاسم ويوسف قوابعة وهاشم غرايبة وغيرنا" ، حين استعدنا الماضي بغية فهم الحاضر أو عبر محاكمة الحاضر في الريف والمدينة والمخيم والبادية.

واوضحت خريس ان ذلك يتبدى في خارطة رواياتي وايضا في اعمال الياس فركوح وابراهيم نصر الله ورفقة دودين في نبش الواقع واخضاعه لتقييم نقدي , وقد تتفاوت تلك التجارب , فبعضها قادر على الوصول إلى هدفه مباشرة في قراءة تفصيلية للواقع وبعضها أقل .

وقال الروائي والناقد والاكاديمي الدكتور محمد عبدالله القواسمة ان لدى الروائي الاردني والعربي عموما اهتماما بالمكان وبخاصة البترا كما في روايتي هاشم غرايبة بترا 2006 ورواية أوراق معبد الكتب التي صدرت ضمن مشروع التفرغ الإبداعي العام 2009.

وأضاف ان الاهتمام بالبترا خاصة يأتي بعد اختيارها من عجائب الدنيا السبع الجديدة وانجذاب بعض الأدباء العالميين لتناولها في أعمالهم , فقد كتب الروائي الإيطالي البرتوموروفيا نصاً حول حضارات الشرق تحدث فيه عن حضارة الأنباط الذين أقاموا تلك المدينة .

ولفت القواسمة إلى اهتمام الروائي المصري يوسف زيدان صاحب رواية (عزازيل) التي حصلت على جائزة البوكر بمدينة البترا إذ اتخذها محور روايته التي جاءت بعنوان (النبطي).

وأشار الى ان الملامح العامة في الرواية الأردنية الإفادة من التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال والتواصل الجماهيري الحديثة , اذ استفادت الرواية من تقنيات السينما في صوغ عالمها حتّى بلغ هذا الاستخدام ذروته بظهور الرواية الرقمية كما بدت في رواية محمد السناجلة المعنونة (شات) التي يدعو فيها إلى العيش في هذا العالم الافتراضي لأنه هو العالم الذي يستحق أن يعاش فيه لا العالم الواقعي .

وقال القواسمة : لعل هذا الملمح التكنولوجي يأتي امتداداَ للإفادة من الفنون وتقنيات التواصل الجماهيري المختلفة وبخاصة الرسم والسينما والمسرح والسيناريو والإعلان والصحافة كما تجلى في روايات غالب هلسا ورواية تلك الأيام لسالم النحاس.

واعتبر القواسمة انه من اللافت أن بعض الروائيين قد غالوا في استخدام العناصر غير الحكائية التي وفرتها التكنولوجيا الحديثة , فخرجت أعمالهم من عالم الرواية لتقترب من عالم الكشكول أو الكراسات البحثية بما فيها من جمع لعناصر متنافرة دون مسوغات فنية فتأتي لمجرد تضخيم العمل .

كما اعتبر ان من الظواهر في الرواية الأردنية المغالاة بالاهتمام بقضايا المرأة , ولا شك أن هذا الاهتمام حظيت به الرواية الأردنية وأظهرت روايات كثيرة دور المرأة وصراعها في المجتمع وبخاصة الرواية النسوية كما في روايات سميحة خريس وليلى الأطرش وكفى الزعبي وفيروز التميمي .

وراى الروائي صبحي فحماوي ان تفوّق الروائي العربي يأتي من التصاقه بالواقع وبيئته ولم يتفوق نجيب محفوظ روائياً في بلده مصر ولا في وطنه العربي وانه لم ينتشر عالمياً لولا رواياته التي صورت (زقاق المدق) و(أولاد حارتنا) و(بين القصرين) و(الحرافيش) وغيرها من بين الاعمال التي رسمت حواري وأزقة القاهرة مبينا انه كلما كانت الرواية الجيدة والمبدعة فنياً موغلة في رسم بيئتها المحلية بالصوت والصورة كلما نجحت وازداد قراؤها العرب وكلما زادت إمكانية ترجمتها أجنبياً.

وأكد انه يصور في روايته الجديدة الارملة السوداء قمة جبل الإشرفية المتوج بقبة مسجد (أبو درويش) وكأنه رأس ربة عمون الجميلة بينما يقعد بطنها الذي يحتشد بالأطفال في جبل النظيف وهي تضع رجليها العاريتين في ينابيع رأس العين .

وقال فحماوي إن ما يخص الروائي في المكان سواء كان قرية أو مدينة أو بادية , اشاراته ودلالاته العميقة الممتزجة بالمخيلة الرحبة للروائي ليتحول فيه الواقع إلى فن رفيع يتجلى بنص روائي الذي غدا اليوم ديوان العرب . ( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات