اتجاهات في التطوير التربوي
*يشير مصطلح (التطوير التربوي) إلى إحداث تغييرات أو تعديلات جوهرية في نظام التعليم، أو في عملية التعلّم والتعليم من خلال فعاليات عميقة تمس مكونات النظام التعليمي، شمولياً أو جزئياً، ويتضمن المصطلح أيضا الإشارة إلى أن العلاقة ما بين النظام التربوي والتطوير التربوي تعتمد على مرونة النظام التعليمي، وحيوية التطوير التربوي لتكوين عملية مستمرة ومتواصلة لا تنتهي عند حدٍّ أو أهداف أخرى ذات بعد مستقبلي... ويتم ذلك بالاستفادة من الاتجاهات المعاصرة والمتجددة التي تعنى بها مختلف المؤسسات التربوية، الأكاديمية والبحثية وتلك المهتمة بالدراسات والرؤى المستقبلية...
* وفي جولة فكرية على أحدث الاتجاهات والتجارب التطبيقية في التطوير التربوي المعاصر عالمياً، فثمة عشرات التجارب العملية/ التطبيقية التي تعنى بأحداث تغيير ملحوظ وملموس في عملية التعلم والتعليم بالتركيز على منظومة ثلاثية: المنهاج والمتعلم والمعلم... ولعل من أبرز تلك الاتجاهات والتي يكتفي بها في هذا الإيجاز، تلك تركز على الأولويات القابلة للتطبيق في المواقف التعليمية – التعلمية أو في فعاليات النظام التعليمي:
* فتحسين التسهيلات التربوية، المادية (اللوجستية) والتقنية (التكنولوجية) ذات أثر فعّال على المعلم والمتعلم، سلوكياً وأدائياً، وبخاصة أحداث بيئة صفية غير تقليدية، تتسم بالمرونة وحرية الحركة والوصول إلى مصادر المعلومات، وهي في مقدور المعلم، لاغناء البيئة الصفية وتحريرها من الجمود والنمطية.
* التركيز على المهارات غير المعرفية، إي العملية، وتطويرها للتكيف مع متطلبات المهن والأعمال الحياتية المتجددة، فثمة مهن تتلاشى وأخرى تتجدد... وأهمية صقل مهارات المتعلم لتكون قابلة للتكيف مع تلك المتغيرات وهو من الأمور التي لن تعجز المعلم المؤهل على ابتداعها.
* تطوير أدوات التعلّم الذاتي أو ابتداعها وفق متطلبات الموقف التعليمي- التعلمي، فيصبح التركيز الأهم موجها نحو (المتعلم محور العملية التربوية) وفي مقدور المعلم المؤهل تحفيز المتعلم نحو مهارة التعلّم الذاتي، بتفعيل إمكاناته وإبداعاته... ووصوله إلى أبعد درجة ممكنة لديه من تحقيق الانجاز والنجاح حرصاً على تحقيق الهدف التربوي (لا متعلم خارج النجاح وهو هدف بمقدور المعلم تحقيقه مهما كانت الظروف البيئية والتعليمية.
* أهمية استثمار (الانترنت) وأساليب التواصل الاجتماعي في تفعيل عملية التعلّم والتعليم، فالمتعلمون اليوم يتقنون استخدام هذه الأدوات بدرجات متفاوتة، مما يسهل على المعلم التعامل مع كل متعلم على ضوء مستوى إتقانه لها... لتحفيز المتعلم للإبداع ضمن البعدين الأساسيين: تلبية الحاجات وتحقيق الاهتمامات وتحويلها إلى نجاح.
*ولا تختلف كثيراً تلك الدراسات التي تعنى بتطوير المناهج ... للاستفادة من (النقلة الرقمية) في إغناء المناهج وتطويرها... والاستفادة من التجارب والانجازات التي حققتها النظم التربوية، عالمياً، في توظيف هذه النقلة الرقمية من أجل تحقيق هدف واحد، وهو مطلب عالمي... وهو ما يطلق عليه (بالتحسين النوعي للتعليم).
الدستور - الاثنين -17-12-2018