الإصلاح السياسي مؤجل
اتضح لنا أن الإصلاح السياسي ليس له أولوية على أجندة الدولة في هذه المرحلة.
الدولة تعتقد أنها قدمت ما عليها في مجال الإصلاح السياسي، بل قدمت الكثير، وخصوصا ما يتعلق بقانون الانتخاب الأخير الذي أنهى مرحلة قانون الصوت الواحد.
صحيح أن القوى السياسية رحبت حينها بالقانون الجديد، لكنها رحبت به على طريقة المريض الذي يقبل بمرض القلب، مقابل التخلص من مرض السرطان.
مخرجات القانون لم تكن على مستوى الطموح، فقد أخرج مجلس نواب غير متماسك يقوم على الفردية وليس على الكتل.
قانون الانتخاب الحالي كما قانون الصوت الواحد سيئ الصيت، كلاهما يخرج من مشكاة واحدة وهي ضمان إنتاج مجلس نواب ضعيف غير متماسك، يغلب عليه المستقلون؛ بحيث يسهل على السلطة التنفيذية التحكم به.
القانون الحالي ووفق مراقبين لا يسمح بحصول أي قائمة على مستوى الدولة على أكثر من 10% في أحسن الحالات، وهو ما أكدته نتائج الانتخابات الماضية.
كما أن تصميم القانون يجعل من سابع المستحيلات فوز قائمة بأكملها في الانتخابات.
فكرة فوز القائمة هي الفكرة التي تؤسس للحكومات البرلمانية، ومن دونها فإن فكرة الحكومات البرلمانية تبقى حلما بعيدا المنال، وقانون الانتخاب الجديد يضمن الاستمرار في إنتاج مجالس نواب ضعيفة تعتمد على الأداء الفردي، كما يضمن أن تبقى فكرة الحكومات البرلمانية حلما بعيد المنال.
السبيل - الاثنين 24-12-2018