اردنية تتدثر بعباءة صيفية تحت البرد وتعيل اسرة كبيرة .. تفاصيل
المدينة نيوز-إينال صبَّاح- تتدثر : "أم احمد" بعباءة صيفية في أبرد أيام الشتاء، وتحمل أدوات التنظيف؛ لتبدأ عملها اليومي في متحف جبل القلعة، وفي دفتر حياتها اليومي سبعة أطفال وزوج هارب منذ سنوات، وقروض لا تنتهي، وأجرة بيت تأكل أكثر من نصف راتبها.
تقول "ام احمد" لوكالة الانباء الأردنية (بترا) بينما كان واضحا انها تعاني من برد أربعينية الشتاء، ان زوجها تركها وهرب الى دولة عربية، تاركا لها خمسة أطفال، ومأوى اجرته 160 دينارا شهريا، فضلا عن فاتورتي الماء والكهرباء وقرض للبنك يجعل مائدتها أيضا فقيرة ومتواضعة.
تضيف ان شقيقتها وزوجها توفيا بحادث سير، وتركا طفلتين، اضطرت لضمهما إلى أطفالها لتصبح أسرتها سبعة أطفال، وهي المعيلة لهم، تعمل ساعات طويلة لتحاول ان تشبع جوعهم وطلبهم اليومي.
"بالكاد يتمكن إنسان عادي من إعالة اسرته المكونة من ثلاثة افراد او اربعة في ظل ارتفاع الاسعار الذي تشهده البلاد، فكيف بأسرة غاب ربها، لتقوم الام بلملمة شملها والحفاظ عليها من الموت جوعا أو بردا؟!، تقول ام أحمد.
في متحف القلعة حيث تعمل عاملة نظافة، تتقاضى "ام احمد" مبلغ 300 دينار مقابل عمل يومي يمتد حتى الخامسة مساء.
تؤكد الأم والمعيلة للأطفال السبعة، أنها لم تستطع اقتفاء أثر زوج غاب منذ نحو عشر سنوات، فسلمت بواقع الحال المرير الذي تعيشه مع عائلتها ، في محاولة لتأمين الحياة فقط وليس العيش الكريم، تقول انها بحاجة للكثير لتصل الى العيش الكريم المنشود، فتدفئة أبنائها واطعامهم ما يسد الجوع ولا يشبع هو اكبر طموحها.
وتضيف ان الهدف من عملها الان هو تسديد الفواتير والقروض المترتبة عليها؛ تسكن في منزل فقير في احد احياء عمان الشرقية، وتدفع قسطا شهريا قيمته 135 دينارا لينتهي الراتب دون توفير أساسيات الحياة.
"الرفاهية غائبة عنا بكل معانيها " فهدف أم أحمد الان كما تقول هو انهاء القرض، فتعمل ساعات طويلة لتبتعد عن مصير السجن، موضحة انها في حال التقصير في السَّداد فإنَّ هذا المصير سيلاقيها، وهذا يعني انقطاع التربية وتوقف الراتب عن أبنائها وبنات أختها، ما يهدد بمصير مجهول، مجرد التفكير فيه يؤلمني ! تكشف أم أحمد عن مخاوفها. لا تقف معاناتها على الفقر والقروض وألمها، بل أن ابنتها ذات الـ 10 أعوام تعاني من فتحة في القلب، وتحتاج لزراعة أنسجة، تقول أم أحمد، التي نوضح ان أحد المحسنين تبرع بمبلغ، وبقيت الحاجة لتأمين 8 الاف دينار أخرى لتكتمل اجرة العملية، الامر الذي اضطرها لتقديم طلب قرض من البنك، مما رتب عليها أقساطا جديدة.
تبين أم أحمد أنها حاولت اكثر من 5 مرات التقدم بطلب اعفاء طبي؛ لمعالجة ابنتها ،لكن جميعها باءت بالفشل، وهي تضطر بين فترة واخرى الى قرض من صندوق المرأة وقرض "تمويلكم" بواقع 50 دينارًا؛ لدفع فواتير الكهرباء المتراكمة، الأمر الذي يزيد حياتها تعقيدا، وقد سئمت القروض والاقتطاعات.
"العيد من أصعب الأيام في حياتي كأم"، تقول أم أحمد، فتبدأ البنات بطلب ملابس جديدة و "ما باليد حيلة".
"بناتي متفوقات جدا" هذا ما يزيد من حملي الثقيل، أفكر كل يوم بإنهاء قروضي، وتأمين استمرار تفوقهن وتميزهن حتى لا يتألمن أكثر من عيش مثيلاتهن من الصديقات والجيران .
أرقام الفقر في الأردن تؤكد معاناة ام أحمد، فقد أظهرت بيانات رسمية أن نسبة الفقر في الأردن قفزت إلى 20% خلال عام 2016، مقارنة بنحو 14.4% عام 2010.
وأوردت خطة التحفيز الاقتصادي، التي نشرتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي والتي أعدّها مجلس السياسات الاقتصادية، أبرز التحديات الداخلية التي تواجه الأردن، المتمثلة في تواضع النمو الاقتصادي وارتفاع الدين العام، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تفاقمت في الأعوام الاخيرة، لتصل إلى 15.25% في 2016 مقارنة مع 12.5% في 2010 وتبلغ 25% بين صفوف الشباب.
وأعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حديثا تكفلها بسداد ديون ما يزيد عن 500 امرأة من الغارمات في الأردن، ممن ترتب عليهن طلبات قضائية لعجزهن عن سداد ديون ترتبت عليهن.