بريزات عن الزمن الرديء : فلحة ترث وضحى لا ترث
المدينة نيوز - : مرة تلو المرة ، تكتب فلحة بريزات ، عن البلد ، وعن رغيف الخبز والأفواه المشرعة ، وكعادتها ، تنكأ كل الجراحات ، فتهطل تباعا مثل هذه الكلمات النابضة بالحب والحرقة والانتماء لكل حبة تراب في مادبا وعموم الاردن من اقصاه الى اقصاه .. لنتابع :
فلسفة الزمن الرديء..فلحة ترث وضحة لا ترث
هل نُلبس الكلمات ثوب الرزانة غير المستورة، وعوائل الوطن تناثرت كأوراق الخريف بين فضاءات الممكن والمستحيل؟! والسواد احترقت أرواحه على صفيح الجمر، وقهر الرجال، وذل الحال، وأروقة القرار، وأوراقه ما زالت تُعْمَلَ النَّظرَ انْتِهَاضا وقعودا ًعن خيارات وبدائل توقف زحف الفاقَةٌ وسطوة البين المطبق على معتاشهم .
وعند تناسُخُ الإِصْباحِ والإِمْساءِ تطالعنا مشروعات ذرالرماد في العيون، تعددت مسمياتها، وتحددت أعمارها بين أجل قصير الى طويل والمستجد فيها ذلك الفَاتِحُ فَاهُ ؛ ليملأ الأكياس وعوداً بغد أفضل، وعبر إيقاع لاهث لمن أدمنوا رفع الفاعل وتبجيل فعله، وكأن الزمن سيتوقف دورانه، ولن يجد متسعا في قادم الأيام لإبراز مَحَامِد أفعاله.
ولا معنى لذلك إلّا إسكات النظر؛ لُيغمض عن صدق الواقع، وفجيعة الفقر الحتمي الذي تعددت تلاوينه في حواف الوطن وبين جنباته. وتكحيل المسمى من -جيوب الفقر- إلى مناطق ذات خصوصية تنموية وكأن ما يعكر صفو ناموس الكون إلاّ غياب مدلولات القوم وتعريفاتهم.
سؤال يستجدي الإجابة: كيف هو الغد؟ وما هي ملامحه؟ وفوضى الأطر الجديدة، وتقييمات حالة البلاد والعباد تزيد المشهد بؤسا وتعقيدا، وكأن الحال منصوبا لا ينقصه إلاّ سجالات استنمر فيها الأنا وتسيَّدَ، ومناكفات جانبتها الوَزَانَة، والوطن لن يكون بمنأى عن رحى استقطاباتها.
عام مدبر أوجعتنا إقامته وآخرمقبل تكثر فيه الأمنيات بأن القادم أفضل.... لكن الأفضل له مقدماته وسياقاته: فعدالة مجزوءة لا تنفع، وانتقاء المحاسبة، والقياس بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالداخل والخارج يهز البيعة ، وفلحة ترث، ووضحى لا ترث يبني العقوق ، وإرتهان المغلوب للغالب ولتطلعاته النرجسية يغلق الكوَّة ويرحب بالانفصال .
نرْنُو إلى نظام انساني يـجمع الـخبز والـحرية، يُبنى علـى الـعدالة الإنسانية، والاجتماعية نظام يتجاوز ما ألفنا من إستقطابات... يُنـقذ الأمل من الـبيئة القاتمة، وصيادو الفرص، يجدول الأولويات بعدالة ، يحارب بعقل المبصرالمقبل لا المدبر، يُنقح المغالطات، وُيلغي التبعيات والتوريثات ؛ ليبقى الوطن محل إجماع مهما كانت الظروف والمعطيات متنوعة ومتباينة ، ومكتنفة بالمصالح والغايات .