موسم تطاير الورق
إنه موسم تطاير الورق في الشوارع، الكتب الدراسية الممزقة تجد طريقها تحت الأقدام وفي الحاويات والمناهل ووسط الشوارع خصوصا أمام المدارس.
هي من أسوأ العادات التي تنم على عدم احترام العلم، وعدم احترام المدرسة وعدم احترام المنظومة التعليمية ككل، بدءا من وزير التربية وانتهاء بأصغر آذن.
في المدارس الخاصة هناك حوالي مليون طالب وطالبة، كل هؤلاء يشترون الكتب ولا يسلمونها في نهاية الفصل، وإذا افترضنا أن كل طالب يستلم بمعدل ستة كتب على الأقل، فهناك ستة ملايين كتاب غير مستردة في الفصل الواحد ولا يستفاد منها.
وهناك مليون و250 ألف طالب وطالبة في المرحلة الأساسية في المدارس الحكومية ووكالة الغوث، معظمهم غير ملزمين بتسليم كتبهم في نهاية الفصل الدراسي.
بحسبة بسيطة، فهناك حوالي 25 مليون كتاب مدرسي غير مسترد ولا يستفاد منها في نهاية العام الدراسي في المملكة.
ليس لدي إحصائية بنسبة الكتب غير المستردة التي تجد طريقها إلى الشوارع والحاويات وتحت الأقدام، لكنها نسبة تكفي لملاحظتها أمام المدارس وفي الشوارع القريبة منها، بل داخل الأحياء، ما يجعل المرء يعتصر ألماً على ما وصلت إليه قيمة العلم.
لماذا لا تفكر وزارة التربية بمشروع تدوير الكتب المدرسية، فتعمد إلى نظام يلزم جميع المدارس الحكومية والخاصة بإعادة الكتب في نهاية كل فصل دراسي مهما كانت وضعيتها، والاستفادة مما يمكن الاستفادة منه، وبيع الباقي كورق لمصانع الورق.
تهدف الفكرة إلى حماية العلم من الإهانة والدوس عليه بالأقدام، لكنها في ذات الوقت سترفد ميزانية وزارة التربية بمبالغ لا بأس بها من المال يمكن صرفها في الأوجه التي تراها مناسبة.
ليس الهدف من الفكرة جمع مبالغ من المال، بل احترام قيمة الكتب.
السبيل - الاربعاء 2-1-2019