الناس تئن
تصدت منصة «حقك تعرف» التي تديرها الحكومة لشائعات تناولت هروب مستثمرين ورجال أعمال من البلد وبيع ممتلكاتهم اثر تعرضهم لضائقة مالية بعد انهيار تجارتهم.
الحكومة نفت تلك الإشاعات، ونفتها عن ثلاثة أشخاص بأعيانهم كثر الحديث عنهم.
لا شك أن انتشار شائعات من هذا النوع يربك الاقتصاد الأردني المترنح، ولا شك أن تصدي الحكومة لهذه الشائعات أمر محمود، لكن الواقع يتحدث عن نفسه.
صديق يعمل في مصنع للكيماويات فيه عشرات العمال، ومنذ ثلاثة أشهر لم يستلموا رواتبهم، هل يمكن أن تتصدى المنصة وتنصفهم؟
صديق آخر يعمل في أحد القطاعات، ومنذ أربعة أشهر لم يستلم وزملاؤه رواتبهم، فيضطرون إلى عمل ثان حتى يستطيعوا تدبير مصاريف عائلاتهم، يضطرون للعمل بالسخرة حتى يحافظوا على وظيفتهم، فالإدارة تترصد لهم لتنهي أعمالهم دون أن تلتزم بشيء من حقوقهم أمام القانون.
وآخر نفث همومه لأحد البرامج الإذاعية قائلا إنه ومنذ أربعة أشهر أيضا يستلم وزملاؤه نصف الراتب، أما الإدارة فكلامها معهم: «اللي مش عاجبه يستقيل».
هذا غيض من فيض من أحوال الناس في المدن الكبيرة عمان والزرقاء، فكيف هي أحوالهم في المناطق الأخرى الأقل حظا والأقل فرص عمل أصلا؟!
السبيل - الاحد 6-1-2019