النشامى يطوي صفحة الدور الأول من بطولة كأس آسيا
المدينة نيوز:- طوى المنتخب الوطني لكرة القدم صفحة الدور الأول من بطولة كأس آسيا المقامة في الإمارات وبات يقترب من فتح صفحة جديدة في ملف مشاركته الحالية التي يسعى لاستكمال تألقه بها إلى أبعد ما يمكن.
وبعدما كتب "النشامى" هذه الصفحة بحروف لامعة وحضور لافت توجه بريادة المجموعة الثانية برصيد 7 من انتصارين على أستراليا وسوريا بنتيجة ١-٠ و٢-٠ على التوالي مقابل تعادل سلبي مع فلسطين، فإن المهمة الآن تتحول لخوض منافسات دور الـ ١٦ في مباراة تقام عند الساعة الواحدة ظهر الأحد المقبل على ستاد آل مكتوم في نادي النصر - دبي، ولا تزال هوية منافسه خلالها غير محددة بشكل رسمي بعد.
ويبرز المنتخب البحريني ثالث المجموعة الأولى كأقوى المرشحين لمواجهة النشامى، مع وجود احتمالية ملاقاته لثالث المجموعة الرابعة الذي يتنافس عليه فيتنام واليمن وكلاهما ظهرا الليلة الماضية بالتزامن مع لقاء إيران والعراق على ستاد آل مكتوم في صراع صدارة المجموعة، فيما قبل ذلك التقى لحساب المجموعة الثالثة، كوريا الجنوبية والصين من جهة، وقيرغيزستان والفلبين من جهة أخرى.
وفي حال كانت مباراة المنتخبين الفيتنامي واليمني انتهت بفوز أحدهما، فإن الفائز سيدخل ضمن قائمة المرشحين لنيل إحدى البطاقات الثلاث المتبقية والمؤهلة للدور القادم كأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، وبالتالي دخوله كخيار لطرف النشامى الآخر، ولكن شريطة أن تتضح تفاصيل بقية المجموعات، وعمّا إذا كان سيترشح منها أفضل ثوالث.
ويختتم الدور الأول اليوم، عبر إقامة أربعة لقاءات تجمع، ضمن المجموعة الخامسة: السعودية وقطر (6 نقاط) لكلاً منهما، ولبنان مع كوريا الشمالية وكلاهما دون نقاط، وضمن المجموعة السادسة: تلعب اليابان مع أوزبكستان على سباق الصدارة (6 نقاط) لكلاً منهما، وتتقابل عُمان وتركمنستان في رحلة البحث عن أول ثلاث نقاط قد تتيح لأحدهما الترشح.
ويتأكد عدم حسم طبيعة مواجهات الدور القادم بعد، من خلال الجدول الذي يحرص الاتحاد الآسيوي على تعميمه بعد إنتهاء مباريات كل مجموعة على حدا، حيث يُظهر هذا الجدول حتى الآن فقط المنتخبات التي تأهلت كبطل ووصيف للمجموعات، ودون أن يحدد أيضاً المباراة التي سيخوصها المنتخب البحريني بصفته ثالث المجموعة الأولى.
**إعداد العدة لكافة الخيارات
وعلى الرغم من اضطرار المنتخب الوطني للانتظار لمعرفة هوية منافسه في الدور القادم بشكل رسمي، إلا أن النشامى يبدو جاهزاً لما هو قادم بغض النظر عن طبيعته.
ولم تتأكد جاهزية النشامى للدور القادم قياساً بالمردود الفني والبدني الذي قدمه في الدور الأول فحسب، إنما من خلال الحضور الذهني العالي والانضباط التكتيكي الذي شهدته مبارياته، فضلاً عن القدرة التي أظهرها الجهاز الفني لدى قراءة المنافسين، وتهيئة اللاعبين وتوظيفهم وفق امكاناتهم، وإيصال المنتخب الوطني بصورة عامة إلى درجة عالية من التحضير الشامل الذي أسهم بتحقيق النتائج الإيجابية حتى الآن.
وإضافة إلى ذلك، بدا فيتال بوركليمانز غير متخوفاً مما قد يفرزه دور الـ 16 من مواجهات، إذ أكد ومنذ إعلان التأهل المبكر، أن المنتخب يسير وفق تسلسل وخطوة بخطوة دون الانشغال بما هو غامض، وعاد ليشير في المؤتمر الصحفي أمس الأول بعد لقاء فلسطين، أن مسألة عدم تحديد هوية منافسه بعد، لا تقلقه وأن النشامى جاهز لكل الاحتمالات وسبق وتحضر جيداً للبطولة بشكل عام، كما نوه أن الجهاز الفني سيحلل ويدرس الخيارات المرشحة وسيعد العدة لجميعها.
ويدفع تفكير فيتال على هذا الشكل، وتعامله مع كل مرحلة بخصوصية تامة، نحو رفع مستويات الثقة والطمأنية بقدرة النشامى على المضي بذات النسق دون الالتفات إلى معطيات يكاد يكون الانشغال بها سبباً في تعطيل العملية التحضيرية التي تسبق المواجهة القادمة، كما أن ذلك ينعكس إيجاباً على اللاعبين من خلال تخفيف حجم الضغط عليهم، وتوجيه تركيزهم فقط على تلقي تعليمات الجهاز الفني واستمرار الالتزام بتنفيذها بما يؤكد حجم الانضباط التكتيكي الذي لازمهم طيلة ما مضى من مشوارهم في البطولة.
**عروض مؤجلة
لطالما تشكل البطولات المجمعة كما في نهائيات آسيا فرصة للكشافين ووكلاء اللاعبين والأندية لرصد المميزين على أمل عقد صفقات قادمة أو الحصول على عقود ووكالات.
ولأن المنتخب الوطني قدم حتى الآن مستويات مميزة وحظي عدد كبير من اللاعبين بكلمات الإطراء والإشادة، فإن مسألة تلقيهم عروض احترافية باتت أمراً وارداً وبقوة.
وفي ظل تعدد الأخبار حول اهتمام هذا النادي أو ذاك بلاعب معين، فإن مصادر مقربة من داخل المنتخب الوطني أكدت للوفد الإعلامي عدم إنشغال اللاعبين بأية أمور تتعلق بهذا الشأن، وأن تركيزهم ينصب فقط مع المنتخب الوطني دون الحديث حتى عن مستقبلهم الشخصي وتأجيله لما بعد اختتام المشاركة القارية الحالية.
وتشير هذه المصادر أن اللاعبين مدركين تماماً لأهمية عدم الدخول بأية تفاصيل جانبية غير تلك المتعلقة بمشاركة النشامى، وأن هذا ينبع من دافع ذاتي لديهم ويؤكد التزامهم وتفرغهم للنشامى فقط، وعلى اعتبار وجود مساحة زمنية كافية قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية.
وما أكد ذلك أيضاً هو تجنب اللاعبين للرد على أية استفسارات بهذا الخصوص خلال المقابلات التي يقوم الاعلاميون المتواجدون في المنطقة المختلطة بإجرائها بعد المباريات.
**راحة واستئناف للتدريبات
قرر الجهاز الفني للمنتخب الوطني إخضاع اللاعبين للراحة أمس الأربعاء لتجنبيهم الإرهاق سواء الحاصل من المباراة الأخيرة أو من رحلتهم إلى دبي والتي امتدت ما يقارب ساعتين بالحافلة.
وسيستأنف النشامى اعتباراً من اليوم تحضيراته عبر التدريب الذي سيقام عند الساعة الحادية عشرة صباحاً على ملعب نادي الضباط بدبي.
وبحسب الأخبار من المحتمل أن يعود سالم العجالين للتدريبات الجماعية بعدما تعافى من الإصابة التي تعرض لها أمام سوريا وتسببت بغيابه عن لقاء فلسطين، وهو ما يرجح عودته للتشكيلة الأساسية في المباراة القادمة، فيما قد يحتاج يوسف الرواشدة الذي احتحب عن المواجهة الأخيرة كذلك، لمزيد من الوقت قبل الانضمام لتدريبات المنتخب ما يجعل مسألة رجوعه لحسابات الجهاز الفني مشكوكاً بأمرها.
ويشار كذلك، أن المنتخب الوطني سيستعيد خدمات جناحه المتألق موسى التعمري الذي أُوقِف أمام فلسطين لنيله انذارين في مباراتي الجولتين الأولى والثانية
**إشادة بحدية النشامى
لاقت الجدية التي ظهر عليها النشامى أمام المنتخب الفلسطيني إشادة واسعة من مختلف الجهات، الإعلامية العربية منها أو الجماهيرية أو الإدارية.
ووسط دخول المنتخب الوطني للمباراة وهو حاسم لتأهله، تناولت بعض الأحاديث عن احتمالية أن يتعامل النشامى مع اللقاء بدرجة قليلة من الأهمية مقارنة بتلك أمام أستراليا وسوريا، ولكن ومن مجرد قيام فيتال بالإعلان عن التشكيلة التي لم تشهد سوى تغييرات بداعي تعويض الإصابات والايقافات، وبعد ذلك الصورة التي ظهر عليها المنتخب وافضليته المطلقة وفرصه المحققة، بدا الواقع مخالفاً لمشهد التوقعات المسبقة، إذ لعب النشامى بمبدأ احترام المنافس وضوابط اللعب النظيف والتنافس الشريف، دون أن يجعل هناك فرصة للشك بتهاونه، رغم أن البعض كان يمني النفس بإعطاء الفرصة للاعبين آخرين لتجريبهم وإراحة الأساسيين لتلافي الإرهاق والإصابات.
**شباك نظيفة
وكما كان المنتخب الوطني أول من حسم ترشحه لدور الـ ١٦ منذ انتهاء الجولة الثانية، فإنه بعد اختتام الجولة الثالثة والأخيرة لمباريات مجموعته افتتح قائمة المنتخبات التي حافظت على نظافة شباكها في الدور الأول.
وبالتزامن مع تسجيله لثلاثة أهداف، بواقع هدف بمرمى أستراليا مقابل هدفين بالشباك السورية، فإن شفيع والدفاع الذي أمامه استطاعوا إبقاء مرمى النشامى في مأمن، وهو الأمر الذي كان ظهر لدى المشاركة الأردنية الأولى في النهائيات الآسيوية التي بدأت في الصين ٢٠٠٤.
وقد ينفرد المنتخب الوطني بميزة "الشباك النظيفة" التي تشاركه فيها حتى الآن منتخبات إيران والسعودية وقطر وجميعها لا تزال تملك مباراة في الجولة الثالثة.
**السفارة في وداع الوفد
كانت السفارة الأردنية في الإمارات ممثلة بالسفير جمعة العبادي وأركانها في وداع وفد المنتخب الوطني الذي غادر أبو ظبي باتجاه دبي.
وبارك العبادي ما حققه النشامى وتأهلهم للدور الثاني ونوه إلى حالة الفرح التي عمت الجالية الأردنية والوطن بشكل عام بفضل النتائج اللافتة التي كانت حاضرة واعتبر ذلك أجمل هدية للوطن وقيادته الهاشمية ويدلل على العمل الكبير من سمو الأمير علي بن الحسين للارتقاء بكرة القدم ووضعها بقوة على خارطة القارة الآسيوية.
وثمن السفير الجهود التي يبذلها لاعبو المنتخب الوطني وأعضاء الجهازين الفني والإداري، وحرصهم على تمثيل الوطن بهذه الصورة المشرفة التي استحقت جميع الاشادات، وأبدى ثقته بقدرة النشامى على الوصول إلى أدوار متقدمة، كما عاد ليؤكد حرص السفارة وأبناء الجالية على استمرارية دعمهم ومؤازرتهم وتقديم أية تسهيلات تخدم إقامة الوفد في الإمارات.
**الجماهير ومؤازرة متواصلة
تبذل الجماهير الأردنية خلال استحقاق النشامى الحالي، جهوداً كبيرة سبقت بداية البطولة ولا تزال تتواصل للآن، وستستمر على امتداد تواجد المنتخب الوطني في الحدث القاري.
وتعمل هذه الجماهير بشكل متناسق فيما بينها لمؤازرة للنشامى سواء من أبناء الجالية هنا في الإمارات، أو من رابطة مشجعي المنتخب الوطني، وممن حضر من عمان لمتابعة المباريات.
ولعبت هذه الجماهير دوراً مميزاً في المباريات الثلاث التي لعبها المنتخب الوطني في الدور الأول، وقوبل ذلك بالتقدير من لاعبي النشامى أنفسهم، كما حظيت بإشادة واسعة قياساً بما ظهرت عليه من صورة طيبة، وباتت في الوقت ذاته تشكل إحدى العلامات الفارقة في البطولة نظير توافدها إلى الملاعب بأعداد كبيرة ما زاد من جمالية المباريات.
وتهدف الجماهير بشكل رئيسي إلى توفير الدعم اللازم للمنتخب الوطني بما يساهم بالشد من عزيمة اللاعبين خلال مبارياتهم، التي وصفت بالصعبة، وبالتزامن مع إعداد ترتيبات مثالية لهذه الغاية، بما يضمن عكس صورة حقيقية عن التشجيع المثالي الذي يتحلى بالاخلاقيات وبالروح الرياضية.
وساهم تجاوب الجماهير وحرصها على الوقوف خلف المنتخب الوطني، بأن يظهر النشامى بهذا المشهد الرائع، مع الإشارة إلى الجهود التي تبذلها السفارة الأردنية، وجمعيات ونوادي ومنتديات أبناء الجالية المنتشرة في الإمارات، والتي ارتكزت على ضرورة توفير التسهيلات أمام الجماهير الراغبة بحضور المباريات من أرض الملعب، أو عبر تنظيم لقاءات لحضورها عبر الشاشات.
ولا تزال هذه الجماهير تبدي حرصها على استمرارية دعم النشامى في الدور القادم، وتملك ثقة كبيرة بامكانية مواصلة تقدم المنتخب الوطني نحو أدوار أبعد في البطولة.
وعادت هذه الجماهير لترسم أمس الأول صورة جميلة ومتجددة كانت على مدرجات على ستاد محمد بن زايد حينما امتزجت مع اشقائها وشقيقاتها من الجماهير الفلسطينية، وتبادلت التحية وشجعت لاعبو المنتخبين، وباركت جميعها للنشامى وتمنت كذلك أن تخدم الحظوظ "الفدائي" ليستمر نحو الدور الثاني من البطولة.
وعلى هامش دور الجماهير، استقبلت الجمعية الأردنية في أبو ظبي الليلة قبل الماضية، عدداً كبيراً من أبناء الجالية الذين احتفلوا بتأهل النشامى وعادوا ليؤكدوا التفافهم خلفه وتمنوا أن يروه مجدداً في أبو ظبي حيث تقام هناك مباريات الدورين قبل النهائي والنهائي.