فلحة بريزات تكتب : عن أية نهضة تتحدثون ؟
المدينة نيوز - : الزميلة الاعلامية المبدعة فلحة بريزات تعود لقراء المدينة نيوز بمقال من ذلك الطراز إياه ، والذي ننشق عبر كلماته عبقا مخضبا بكثبان تعشقها فلحة حد الفناء .
فلحة بريزات كاتبة من أولئك الذين يجيدون الحب بدون خداع ، والانتماء بدون تضليل ، صارمة كالسيف وصادقة كالصحراء .. لنقرأ معا تفاصيل وجع اردني تأبى فلحة أن يندمل :
عن أية نهضة تتحدثون ؟
على وقع تباشير النهضة تنبؤات جوية أضل بعضُها الدرب وقد تعددت مستوياتها - ما بين الأول والثالث تاركة الرابع لأولئك الذين يَرون في النهضة محاربة الْعِلَّةِ لا الرضا في التخلص من أثر المَعْلُولِ.
وفي تفاصيل الرِفعة، والتي نتمنى أن لا تكون منقوصة السيادة : بيوعات لا يُفهم شرح غامضها وموجباتها إلا بعد حين، واستثمارات يتقاسمها أبناء العم والمؤلفة قلوبهم، وقبلهما الرفيق والشقيق، وغيرها صائرة الى الزوال مخلفة وراءها عوائل تنشَد العفاف، وبينهما إقتراضات تتمدد اصفارها على أمل سد عجز سيبقى فينا سنين ، وفوق كل هذا وذاك تنزل علينا كبرى البلايا ؛ لإلحاق الهزيمة بالفقر عبر تخفيضات على الفائض عن حاجة الأردنيين من توَسط الألم والموت ضفاف حياتهم.
أي صحوة ونهضة هذه ؟! وحالنا أصبح كباسط كفيه للماء؛ ليبلغ فاه وما هو ببالغه ، فالنهضةُ تَحضرُ بتقليص الفروقات ، ووأد الحاجة التي تبقينا رهينة الأفعال ورداتها، وألاّ تغفو العين ويقينها إن هناك مُتَعَفِّفٌاً صعد على أكتافه مُتَنعماً تلذذ بإفقاره وإكراهه على الهبوب وقد أنشد السكون.
النهضةُ أن لا نَغض الطرف عن الزمان المعرفي، والوعي الجمعي الذي كشف المستتر، وأعاد الهارب ، وجسّر الفجوة بين الثوابت والمتحركات، وكشف فعل القاسية قلوبهم؛ لضرب الشمال بالجنوب عبر تمثيلية غافلتها الفطنة لا تليق بمكوننا الوطني وبعمقنا القومي.
ما ينتظره الوطن - يا سادة- وهو يطل على مئوية ثانية أن نخفض جناح الذل لرفعته لا لسرقته، وأن نبني عهداً وعروة مُتَوَسِّدُهَما منظومة قارة راسخة من المثل، والمبادئ، وطهارة القلب وبراءة اليد ، قوامهما : واجبات وحقوق متكافئة لا يُفصّلها المشرعون على مقاسات السادة وأولي الأحلام.
عُرْوَةٌ وُثْقَى تكون في أفضل كمالاتها، تنسجها عقول متحررة من أوهام السلطة ومكتسباتها ، عبر أطروحة أردنية جامعة تنطلق من محبة الآخر قبل الأنا، لا تستحضر تقسيمات الجغرافيا والديموغرافيا، والعرق، واللون... بعثرت الوطن بلا مبررات ..إلا لتبقيه على حواف البقاء والاحتياج لإملاءات قادمة إلينا من خلف البحار محملة باشتراطاتها ؛ لُتبقي أذهاننا مغيبة، ورهينة الإحتلال والإختلال.