رهف القنون .. لماذا بكت عندما تبرأت منها عائلتها ؟
وزيرة خارجية كندا بقدها وقديدها كانت على رأس مستقبلي الفتاة السعودية رهف القنون التي لجأت الى كندا بعد أن فرت من عائلتها قادمة من الكويت إلى بانكوك ، حيث اعتصمت بالفندق وبدأت تبعث برسائل مباشرة من هاتفها الجوال تطلب المساعدة .
الفتاة المراهقة ذات الثمانية عشر ربيعا سولت لها نفسها بأن تتقول على ذويها وتتحدث عن ظلمهم وقسوتهم المزعومة ، وكيف أنهم يضربونها ويحلقون شعرها ويحبسونها ويقيدون حريتها ، وتعلن بأنها ارتدت عن الاسلام وتبحث عن حماية دولية وأممية ، ومن اجل ذلك اعتصمت في غرفتها في الفندق وطلبت مندوبين عن الأمم المتحدة .
أن يطلب أحد اللجوء قادما من اي مكان في العالم ، إلى أي مكان في الكوكب ـ أمر مفهوم ويحدث مع كل مواطني الدنيا ، ولكن أن يلتقط الغرب والشرق قصة رهف وكأنها اشارة من عوالم فضائية ،فيتم تغطية " الحدث الجلل " عبر كل وكالات وقنوات العالم ، يجعلك تتوثق وبتلقائية بأن الأمر ليس سوى تربص وترصد وكيد لئيم .
ما لفت في هذه القضية ، هو ذلك التنافس الذي احتدم بين استراليا وكندا على من يفوز بـ "الغنيمة" ويحظى بالفتاة " السعودية المسلمة " ويمنحها اللجوء والجنسية ، قبل أن تظفر كندا في السباق ، فتطير رهف من بانكوك الى تورينتو ليكون على رأس مستقبليها وزيرة خارجية كندا كريستينا أليكساندرا Chrystia Freeland في حدث فريد لم تفعله وزيرة الخارجية مع أي لاجئ من قبل ، ومنذ تلك اللحظة بدأت تنفضح آلية استخدام رهف واستغلالها بطريقة ساقطة وخبيثة .
فقد ظهرت الفتاة المراهقة بمعية وزيرة الخارجية وهي تغطي رأسها بغطاء البدلة الرياضية التي زودت بها ، بينما ظهر ساقاها عاريتين مع تعمد رفع العري لدرجة مفضوحة ، كشفت بأن أحدهم طلب منها أن تفعل ذلك كناية عن أنها خرجت من ملتها ومن دينها وعاداتها وتقاليدها وثقافتها ، وبدا الأمر مكشوفا في استغلال وقح للحدث من أجل التجديف على الاسلام وعلى السعودية " التي تظلم النساء وتمنعهن من الحرية " ، وفق ما يروج الغرب ومؤسساته ومنظماته الحقوقية المسيسة .
لقد استنكر كل ذي فطرة سليمة هذا الذي جرى ويجري لفتاة في بداية عمرها سولت لها نفسها أن تفعل ما فعلت لسذاجتها وصغر سنها ولفورة شبابها غير المنضبط والذي بلغ حد الإسفاف والطعن بالأهل والأخوة والدين وكل ما يمت للفطرة بصلة ، إلى أن حانت لحظة الحقيقة التي لم تستطع وزيرة خارجية كندا اخفاءها ولا القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل بمختلف اشكالها وألوانها ستر حقيقتها .
فبينما كانت رهف تتفاخر بما فعلته خلال حديثها مع احدى القنوات فاجأتها المذيعة بنبأ تبرؤ عائلتها منها ، وهنا انكشف المستور بلا سدول ، إذ أجهشت رهف بالبكاء وكأنها فقدت كل الدنيا .
كيف لفتاة هاربة من أهلها ، وتتهمهم بكل ما اتهمتهم به ، ومن المفترض أن تكون ممتلئة حقدا عليهم أن تجزع وتجهش بالبكاء عندما تسمع بيان براءة عائلتها منها ، لولا أن كل ما قالته عنهم ليس سوى ذريعة لقطع جسر اللجوء في طيش أخرق ستندم عليها بعد أن تفيق من سكرتها وتدرك أن ما فعلته كان نزوة شبابية تم استغلالها من قبل دول كبرى للإساءة لدينها ولشرفها وبلدها ، وأن كل هذه الهالة وهذا التكريم ليس من أجل سواد عينيها وحقها في اللجوء والحرية كما هو مزعوم .
ألم يكن الأمر يتطلب منها أن تطلق زغرودة " شرقية فرحا بهذه البراءة ، بدل هذا الحزن وهذه الصدمة غير المنتظرة ، أوليس هذا كافيا لمعرفة حقيقة حبها لأسرتها وموقفها من أهلها الذين لطخت سمعتهم وأساءت لهم كل هذه الإساءة البليغة الصادمة دون أن تحسب عواقب فعلتها ؟؟ .
ولما كان محور القضية يدور حول حق الانسان بالحرية والكرامة والاعتقاد كما يقول مناصرو رهف ، فلماذا لم نر هذا الإندفاع وهذا الدفاع حيال آلاف حالات الاغتصاب التي تمت فعلا لا قولا بسبب الدين في سوريا والعراق وغيرهما ، وكيف تختزل الأنسانية بفتاة صغيرة من بين ظهراني عشرات آلاف الحالات التي وقع عليها الإعتداء عملا لا قولا ، ومئات الطفلات السوريات في بلاد اللجوء واستغلالهن جنسيا كما أكدت ذلك تقارير أممية معترف بها ، غير أننا نرى وزراء خارجية هذا الغرب صما بكما عميا فهم لا يشعرون ، بينما يتم منح فتاة يزيدية جائزة نوبل لأنها اغتصبت من قبل ارهابي سني " في العراق .
إنه التربص بالإسلام ، والعداء للسعودية .
ستمر الأيام ، وستصحو رهف من غفوتها عندما تدرك بأن الحرية التي تنشدها غير موجودة إلا في خيالها ، وها هي بوادر ذلك بدأت في كندا نفسها ، حين قررت الحكومة وضع مرافق لها يعد عليها أنفاسها ويلازمها في حلها وترحالها بدعوى حمايتها ، وإذا كان جسدها استغل ابشع استغلال في المطار من خلال المظهر الذي أجبرت على الظهور فيه ، فإن القادم أدهى وأمر ، والحبل على الجرار .
د.فطين البداد
جي بي سي نيوز