عربدة إسرائيلية لكنها ليست جديدة
طيلة خمس سنوات وسلطات الاحتلال في الكيان الصهيوني تتجاهل الاعتراضات الأردنية على إنشاء مطار قريب من مطار الملك حسين الدولي في العقبة.
منذ بدء المشروع وما فتئ الأردن يقدم اعتراضات سواء للجانب الصهيوني أم لمنظمة الطيران المدني الدولي.
الكيان الإرهابي وكعادته لم يأبه للاعتراضات الأردنية وتعامل معها بتجاهل ينم على ازدراء.
المطار الصهيوني الجديد سيشكل خطرا على السلامة الجوية في مطار العقبة، ناهيك عن الاحتمالات الكبيرة لانتهاك سيادة الأجواء الأردنية نظرا لقرب المطار الصهيوني من الحدود الأردنية.
ما نعلمه جميعا أن الكيان الصهيوني يتعامل مع الأطراف العربية التي اعترفت به من خلال مصالحه فقط، فكل ما يحقق مصالحه يتماشى معه، وكل ما يمكن أن يناقض مصالحه يضرب به عرض الحائط حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى تعريض مصالح الدول التي اعترفت به إلى الخطر.
يعتقد الكيان الصهيوني أن سياسة الأنظمة العربية التي اعترفت به والتي ستعترف به والتي تسعى للتطبيع معه، سياسات تأتي وفق نظرية الحاجة؛ بمعنى لولا حاجة تلك الدول للكيان لما سعت للتقرب منه والاعتراف به، وعليه فإن مصالح الكيان دائما ستعلو مصالح تلك الدول، وفي أحيان بطريقة سافرة تخلو من اللباقة والدبلوماسية ما يسبب الحرج وربما الخزي لتلك الأنظمة.
هذا هو نهج الكيان الصهيوني، وما لا يريد العرب إدراكه هو أن الصهاينة لا يمكن أن يتراجعوا عن أمر إلا إذا هددت مصالحهم.
الأعمال في المطار الصهيوني استمرت طيلة سنوات رغم الاعتراضات الأردنية الدبلوماسية، ولا يحتاج الأمر إلى استخبارات لمعرفة أن العمل فيه مستمر على قدم وساق، فمدير مطار العقبة يستطيع رؤية ذلك من شرفة مكتبه، لكن السلطات الأردنية فضلت الشكاوى الخجولة، للاحتفاظ بنسخة منها عند إثارة المسألة على مستوى الرأي العام.
الأردن مصرّ على الاستمرار في تقديم شكاواه رغم أن المطار أصبح واقعا وتم افتتاحه أمس من قبل الإرهابي نتنياهو في خطوة تنم على ازدراء وتصغير للطرف الآخر.
بيد السلطات هنا الكثير من أوراق الضغط على الكيان الصهيوني لكنها لا تستثمرها، ولا أحد يعرف لماذا، أم أن نظرية الحاجة التي يعتقدها الكيان الصهيوني تنطبق عليها؟!!
السبيل - الاثنين 21-1-2019