إسقاط رئيس لفنزويلا بالباراشوت الأمريكي
اسقط الباراشوت الامريكي رئيسا فوق رؤوس شعب فنزويلا، هو رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض للرئيس المنتخب نيكولاس مادورو،الذي ما يزال الرئيس الفعلي لبلاده منذ عام 2013 ،حيث تولى الحكم بالانتخاب المباشر بعد وفاة الرئيس الراحل هوغو شافيز الذي حكم فنزويلا منذ عام 1999 حتى وفاته، ولم تستجب الادارة الامريكية لطلب الرئيس الفنزويلي الشرعي مادورو، بمغادرة البعثة الدبلوماسية الامريكية كاراكاس في غضون ثلاثة ايام، على اعتبار ان رئيس فنزويلا هو المعارض رئيس البرلمان.
تدخل الادارة الامريكية في شأن داخلي لدولة اخرى مستقلة ذات سيادة، عضو في الامم المتحدة معترف بها من قبل جميع دول العالم، نسف قواعد الشرعية الدولية والقوانين والاعراف الدولية السياسية والدبلوماسية، وحقوق الانسان والدول ومبادىء العيش السلمي والحق في الحرية والاستقلال، وهي تعلن تأييدها لطرف ضد الاخر في دولة تشهد حراكا داخليا؛ ما يزيد الاوضاع الداخلية تعقيدا وتشابكا، والدفع بالبلاد الى مواجهات عنيفة قد تصل الى حرب اهلية.
فنزويلا دولة شاسعة المساحة تقع على الساحل الشمالي لامريكا الجنوبية، تبلغ مساحتها حوالي 917 الف كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 30 مليون نسمة، وتعتبر من بين اكبر خمس دول منتجة للنفط في العالم، ولديها ثروات هائلة غير البترول والمشتقات النفطية الاخرى.
وتسعى الادارة الامريكية الى السيطرة على نفط وثروات فنزويلا والتحكم بها واستغلالها،وهذا احد اهم الاسباب الرئيسة للدعم الامريكي للمعارضة الفنزويلية، اضافة الى سبب مهم آخر وهو موقف فنزويلا الداعم والمساند بقوة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، والمعادي بضراوة للاحتلال الصهيوني والسياسة الامريكية المنحازة للاحتلال في فلسطين.
المشهد الحالي في امريكا الجنوبية وخاصة فنزويلا، يعيدنا الى تاريخ الحرب الباردة وتقاسم النفوذ والمصالح بين المعسكرات العالمية، في تلك الحقبة، وسباق السيطرة على الدول وفرض التبعية عليها، من خلال تفصيل وتكييف الحكم المناسب والمطيع، لدول الاستعمار الاقتصادي والسياسي، بعيدا عن ارادة الشعوب المضطهدة والخاضعة للحكومات الدكتاتورية والاستبداد بجميع انواعه واشكاله.
كيف يمكن لثلاثين مليون نسمة ان يفيقوا من نومهم، ويجدوا رئيسا جديدا لبلادهم فرضته عليهم دولة اخرى معادية لهم، من غير الاخذ بعين الاعتبار رغبتهم وارادتهم، وقد تعاملت معهم على انهم قطيع من البشر، بعد ان سلبت حقهم وارادتهم ورأيهم في الرفض او القبول والتعبير عن مواقفهم بحرية وديمقراطية، والعالم احوج ما يكون الى تعزيز السلم والتعايش ونشر الامن والامان والاستقرار والتعاون.
الدولة التي تتظاهر بالدفاع عن حقوق الانسان، وانها تعمل على نشر الحرية والديمقراطية في العالم وتقاوم الظلم والاستبداد، تمارس بيدها ابشع انواع القهر والظلم ضد الشعبين الفلسطيني والفنزويلي؛ لاسباب سياسية واقتصادية استغلالية.
اذا كان العالم يحترم حرية الشعوب واستقلال الدول، عليه ان يمنع تدخلات الادارة الامريكية بدولة فنزويلا، من خلال مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة.
الدستور الجمعة 25 -1-2019