هل يحتاج الشباب لـ مستشفيات لمواجهة (الادمان الرقمي)

تم نشره الإثنين 04 شباط / فبراير 2019 12:45 صباحاً
هل يحتاج الشباب لـ مستشفيات لمواجهة (الادمان الرقمي)
برامج تواصل اجتماعي

المدينة نيوز :- أضحت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا «الاسم الحركي» ليوميات الكثيرين والعنوان الابرز لاطفاء مكبوتاتهم. كما انها، وفق وصف خبراء ، النبض الجديد الذي يزود الأجسام بالاستمرارية وعوامل التفاعل مع الآخرين. حتى أن منظمة العدل والتنمية لدراسات الشرق الاوسط وشمال افريقيا قدمت مؤخراً مقترحاً لمختلف دول العالم والحكومات يقضى بانشاء مستشفيات متخصصة ومصحات لعلاج ادمان الفيس بوك والتويتر ووسائل التواصل الاجتماعى، باعتبارها   مخدرات رقمية.

وقال الناطق الرسمي للمنظمة ومقدم المقترح زيدان القنائي قال ان الادمان على استخدام الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى تحول الى ظاهرة عالمية تستوجب العلاج بعد ان نجحت وسائل التواصل الاجتماعى في تشكيل عالم افتراضى على مستوى العالم.

ورأى ان ادمان السوشيال ميديا يعتبر مرضاً مثل كافة الامراض الاخرى ويؤدي الى التفكك الاسري وارتفاع معدلات الطلاق والانتحار بمختلف دول العالم وتفشي الجريمة المنظمة والارهاب وغيرها من الجرائم الاخرى ، وفق الرأي . 

ومن ضمن المقترح طالبت المنظمة بانشاء مستشفيات ومصحات يديرها اطباء نفسيون وباحثون اجتماعيون متخصصون لعلاج ادمان السوشيال ميديا حيث يتم العلاج من خلال دراسة رواد التواصل الاجتماعى وتقسيمهم لعدة فئات ومستويات ومحاولة دمجهم فى المجتمعات حسب توجهات كل منهم.

ومن هذا المقترح اجمع خبراء ومعنيون ان الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يدرج مستخدميها ضمن قائمة المدمنين على هذه الوسائل فبرأيهم ان الادمان لا يكون بتعاطي المخدرات او المسكرات فقط فالاستخدام غير المعقول لهذه الوسائل قد يصبح ادمانا يجعل المستخدمين أسيرين لهذه الوسائل.

في حين ان البعض الآخر عارض هذا المقترح باعتباره بعيداً عن المعنى الحقيقي لكلمة ادمان فبرأيهم ان الاستخدام المفرط لهذه الوسائل «عادة تحتاج الى تعديل في السلوك فقط والتحكم في ادارة الوقت». محادين: «الاناوات» اصبحت محور الاشياء أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين رأى ان كل متعاطي وسائل التواصل الاجتماعي مدمنون بدرجات؛ فوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا اصبحت «الاسم الحركي ليومياتنا والعنوان الابرز لاطفاء مكبوتاتنا كما انها النبض الجديد الذي يزود اجسامنا بالاستمرارية وعوامل التفاعل مع الآخرين والسعي للارتقاء لمبادئنا وادائنا في اهتمام كل منا».

ونوه بان «شعبوية وسائل التواصل الاجتماعي بالمجمل ساهمت في جعل العلاقات الاجتماعية الوجاهية اقل حضورا الى الحد الذي صعدنا فيه الى الحرية والمعارف المتجددة والسعي للتخلص من الظواهر والممنوعات الى درجة اصبحت فيها قيمنا فردية اي ان «الاناوات» اصبحت محور الاشياء فضعفت بذلك العلاقات التفاعلية المباشرة وتدنى احساسنا بالاخر ومنحتنا هذه الوسائل فرصه للتعبير عن مكبوتاتنا».

وقال محادين ان اندماج الصوت مع الصورة وما توفره وسائل او فرص التفاعل اللحظي بغض النظر عن الموضوعات جعل المنظومة القيمية غير فاعلة بل اصبح الفرد يشعر بأن ما تربى عليه شيء وما توفره هذه الوسائل التواصلية شيء آخر فواقع الانسان المعاصر في الفجوه القيمية بين ما تربى عليه بالعلن وما يمارسه بالظل 

ونبه محادين إلى أن «مثل هذه التغيرات المتسارعة جراء وجود التكنولوجيا وسعت انتشار وسائل التواصل و جعلت منها ادماناً من قبلنا». 

وقال ان «شجرة حواسنا اصبحت عرضة لنهج هذه الوسائل جراء ما توفره من خدمات يضعف الفرد امامها فيصبح اسيراً لها وهذا ما يسمى بالثقافة السمعية او المشاهدة
التي لا نمحص عادة في دقتها او صدقيتها ومن هنا تنتشر الاشاعة وتصبح كعدوى متناقلة بين الناس».

غير أن الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور موسى المطارنة يرفض مقترح منظمة العدل والتنمية، مشدداً على أنه بالأساس لا يعتبر الاستعمال الكثير لوسائل التواصل الاجتماعي ادمانا بل «عادة».
وقال «يجب التمييز بين العادة والادمان فعلاج الادمان يختلف، لأن العادة تكون نتيجة جوانب التنشئة». 

وشدد المطارنة على انه ليس بالضرورة ان يكون استعمال وسائل التواصل الاجتماعي سلبياً فلها عدة جوانب ايجابية فالبعض يعتبرها مصدراً للزرق بالاضافة الى انها متنفس للبعض الآخر.
وأعاد المطارنه تأكيد أهمية «ري هذه العادة بالوعي وبناء ثقافة اجتماعية للتعامل
معها بشكل ايجابي» وهو ما يتولد من الاسرة بداية والمدرسة والجامعة والمجتمع.

العشريني نضال محمد قال ان الادمان على استعمال هذه الوسائل يؤثر على الشباب من نواحي مختلفة ومنها الاقتصادية حيث يغفل البعض عن اعمالهم ما يؤدي إلى تعطيلها. كما ان الاستعمال المفرط لهذه الوسائل، وفق محمد، يؤثر على الجوانب الاجتماعية ايضا فينعزل مستخدموها عن التواصل الاجتماعي الحقيقي ويقصرونه خلف الشاشة او الهاتف المحمول.
"ام فارس الحسن» وهي أم لثلاثة اطفال قالت ان استخدام هذه الوسائل بشكل كبير وغياب مراقبه الأهل لاولادهم يؤديان الى الادمان بمعناه الحقيقي.
وتشبه اولادها بالمدمنين على وسائل التواصل، وقالت «اصبحوا يفضلون الانعزال وقضاء وقتهم على مواقع التواصل وابتعدوا عن باقي الوسائل الترفيهية».
حتى أنها تصل إلى قولها «أهم من ذلك أن ابناءها اصبح لديهم عالم ممتلئ بالتشتت والبعد عن الواقع الحقيقي».
غير ان حلمي الخلف يعارض تسمية ادمان وقال «يستطيع الشخص التحكم بنفسه وتحديد اوقات استخدام مثل هذه الوسائل فيما هو ايجابي».
وفي الوقت ذاته نبّه إلى أهمية ان يقوم الأهل بتوعية الابناء تجاه وسائل التواصل،وعدم تركهم يلهثون خلف هذا العالم الافتراضي.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات