ماكنة إعلام نتنياهو..فشلت
أغرق رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، منطقة الشرق الاوسط بـ»البروباغاندا «واحاديثه الاعلامية وتصريحاته الدعائية، حتى وصل سرابه الى ابعد نقطة في العالم، حول الاندفاع والهرولة والتسابق العربي لاقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال الصهيوني، ومنذ فترة طويلة وهو يحاول اقناع المحتلين والشعوب العربية ودول العالم، بأن الاحتلال اصبح مقبولا عربيا، ولم تعد هناك حالة عداء للكيان المحتل، وان علاقات سرية واخرى علنية قائمة مع العديد من الدول العربية، وتصاعدت دعاية نتنياهو هذه بشكل واضح، مع تحديد موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية في نيسان المقبل، في محاولة لاظهار قدراته الخارقة امام الناخب الاسرائيلي، وخلق حالة من الارباك والبلبلة داخل الوطن العربي على المستويين الشعبي والرسمي، لكنه لم يحصد الا الفشل الذريع .
اكثر ما كان يراهن نتنياهو على دول عربية بعينها، لها وزنها اقتصاديا وسياسيا عربيا واقليميا ودوليا، لكن هذه الدول نصحته بعدم الاستغراق في الحلم وبناء الاوهام والخيال في فراغ مظلم، لن يجني منه شيئا ولن يحصل على اية نتائج حقيقية على الارض وفي الواقع.
وقد حمل خرافاته الوهمية الى دول كثيرة في العالم، محاولا تسويق نفسه والكيان المحتل، بادعائه ان الدول العربية قبلت بالاحتلال كأمر واقع ولديها الاستعداد لتطبيع علاقاتها بالكامل معه، من اجل اقناع تلك الدول باقامة علاقات طبيعية مع الاحتلال، وهو اسلوب مخادع قائم على الكذب والوهم يهدف الى تحقيق اهداف سياسية واقتصادية خارجية، يمكن ان تعزز شعبيته داخل الكيان المحتل.
الدول العربية التي يستهدفها نتنياهو لاقامة علاقات طبيعية مع كيانه الغاصب لفلسطين، ويدعي موافقتها من حيث المبدأ على ذلك، اكدت له ان جميع الطرق لتحقيق هذا الهدف مغلقة، ولا يوجد الا طريق وحيد سالك لبناء العلاقات، وهو الذي يمر عبر فلسطين ويشكل طريق السلام القائم على مبدأ حل الدولتين واستعادة جميع الحقوق الفلسطينية المغتصبة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودون ذلك يعني هلوسة سياسية لا قيمة لها ولا معنى .
يسعى نتنياهو الى تقديم التطبيع مع الدول العربية على انهاء الاحتلال الصهيوني للاراضي الفلسطينية، من اجل ابتلاع جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتنفيذ مشاريعه التهويدية التوسعية في فلسطين التاريخية، والتغلغل الاقتصادي والسياسي في عمق الوطن العربي، والسيطرة على الثروات والمقدرات العربية والتحكم بها، والامساك بمفاتيحها الاقتصادية، ومن ثم السعي الى جعل الشعوب العربية عمالة اسرائيلية تخدم الاهداف الصهيونية، هذا هو السلام الاقتصادي الذي يعمل على انجازه مع تجميد الحلول السياسية الى مالا نهاية، والعمل على شطب فلسطين من خارطة الشرق الاوسط والعالم.
المطلوب عربيا افشال هذا المخطط الصهيوني الخطير جدا، وتحويله الى عبء ثقيل على الاحتلال، من خلال ادانته قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا، واغلاق جميع الابواب في وجه المحتل ومنعه من التمدد في اي اتجاه.
الدستور -السبا 16-2-2019