عمر رمزي: طفل فنان بالرصاص يرسم المعاناة
المدينة نيوز :– وهو يشرح عن مائة لوحة رسمها خلال سنة، يتحدث "عمر رمزي" ذو السنوات العشر، بصفته رسّاما محترفا، تحركه نزعات الفنان الذي تخلّد لوحاته اللحظ الفارقة في التقاطة العين.
بقلم رصاص، جسّد "عمر رمزي" عددا كبيرا من الشعراء، لتبدو رسومهم وكأنها صور التقطتها "كاميرا" فائقة الدقّة في نقل التفاصيل، ومن بين هؤلاء الشاعران محمود درويش وتميم البرغوثي. كان بدء تفجّر طاقات "عمر رمزي" وموهبته، لحظةَ تحدٍّ امام لوحة بيضاء صغيرة، راهنه أبوه الحداد، من يرسم الأجمل، اذ كانت لحظة اتقاد الطفل الذي التقط السر، ليتفوق على ابيه الذي يردد "علمته الرماية ذات يوم فلما اشتد ساعده رماني".
يرسم عمر البورتريه،÷ بحسب مدير مركز دار "آرت جاليري" محمد الهزايمة، الذي يقول ان طموح عمر رمزي تسبق عمره بكثير، "فهو رابط الجأش ولا يساوم ويصرّ على أن تكون اللوحة كاملة.
واضاف الهزايمة ان هذا الفنان الموهوب ابن لعائلة صغيرة تقدم له الدعم والتشجيع على الرغم من شظف العيش وقسوةالحياة، اذ توفر له الألوان شهريا بنحو 28 دينارا .
الفنان الصغير، يصفه الهزايمة، بالعجول الذي تتفجر طاقاته الإبداعية، وهو يثق بنفسه، ولديه مستوى عال من الطاقة الإيجابية، يهتم بقلم الرصاص في الرسم، ويستخدمه بهارة تظهر التدرجات اللونية.
وأضاف : استضفته يوما في ندوة شبابية فنية، لاقت اهتماما، فهو بشخصيته الحساسة المرهفة، تشخّص الاحساس والمشاعر وحتى الدمعة في اللوحة، وطاقة داخلية يجسدها ومشاعر يرسمها بصدق، وكأنها تنطق بما في الصدر.
يتبنى الهزايمة هذه الموهبة ، ويفتح الآفاق لطفل، يحرص على رعايته والأخذ بيده إلى أبواب عوالم أوسع ليرتقي فيها سلم النجاح، فهو على موعد مع معارض عربية واقليمية وعالمية.
أمّا أم أحمد والدة الفنان الصغير، فتصف مشهده اليومي في محراب رسمه، موضحة أن ساعات اعتكافه تنتج ابداعا وهو الذي يتأثر بفنانين عرب أمثال الفنانين الفلسطيني رائد قطناني والعراقي مزاحم الناصري.
شارك "عمر رمزي" في ورشتي رسم، الاولى بالمدرسة بمشاركة طلبة الفنون في جامعة اليرموك، والثانيه بمشاركة فنانين تشكيليين، فضلا عن حضور لوحاته في ستة معارض مشتركة، ودعوة للمشاركه بمعرض في مصر من الفنان تامر دافنشي، وتم تكريمه من أكاديمية مبدعي المملكة، وهو عضو في رابطه محمود درويش ومجموعاتها. المرشد والمعلم فؤاد العدوان قال "عمر رمزي واحد من أولئك الذين اكتشف مواهبهم وإبداعاتهم في مرحلة مبكرة، فوضعت منشورا عنه مع صور لوحاته في المجموعة الخاصة لموظفي وكالة الغوث على إحدى صفحات التواصل الإجتماعي، ولاقت حينها إقبالا كبيرا وتدريجيا. الاستشاري الدكتور عبدالله أبو عدس، اوضح "ان صراع الرغبة والإرادة في التعريف النفسي الإجتماعي يظهر على معالم الطفل عمر رمزي. فعلى معالم وجهه تظهر رغبة عالية في تحقيق هدف ما، لكن فيه قلقا وتوترا وحزنا، وهي من سمات الموهوبين عموما".
بشرى نيروخ - بترا