الادمان والعيارات النارية .. قصة اردنية ضحيتها عجوز في مستشفى البشير
المدينة نيوز - خاص - : اعتبر اخصائيون اجتماعيون ان العفو العام الذي نسبت به الحكومة مؤخرا بعد مطالب نيابية كان نعمة على فئة من المواطنين ونقمه على فئة اخرى .
فقد بينت معطيات اجتماعية رصدتها سجلات المحاكم الاردنية من خلال قضايا متفرقة بان عددا من متعاطي المخدرات الذين تم الافراج عنهم تسببوا بمشاكل لذويهم لا تعد ولا تحصى ووصل بعضها الى المحاكم عبر قضايا مختلفة .
وفي هذا الصدد قال ابو يوسف ، ويعمل حارسا ليليا لمندوب المدينة نيوز انه كان من اتعس الناس بسبب العفو الذي صدر وشمل ابنه المتعاطي ، حيث ان هذا الابن وما ان خرج من السجن حتى بدأ يصب جام غضبه وهوسه على والده واشقائه وشقيقاته في المنزل من خلال الضرب والتكسير والتهديد باحراق المنزل بمن فيه مما تسبب بازمة رعب وحالة من الخوف الشديد أودى بوالده الحارس الليلي المذكور لأن يرقد الآن على سرير الشفاء في مستشفى البشير في وضع حرج .
أبو يوسف ، الذي ضربناه مثلا من عشرات الامثلة المشابهة وغير المشابهة تقدم بشكوى ضد ابنه وهي الآن قيد النظر ، وقس عليه أمثلة اخرى .
ولا يعني ذلك وفق هؤلاء بان العفو لم يكن جيدا بالنسبة للبعض الذين ردعهم السجن عن العودة للادمان وان بصعوبات كثيرة تعترض طريقهم لا بد من تجاوزها بالتعاون مع الجهات المعنية .
ويقول هؤلاء بأن الادمان على المخدرات في الأردن لا زال في معدلاته الطبيعية ولكي لا ينحى في اتجاه آخر فقد تنبهت الدولة لهذا الخطر وأطلق حملة شاملة عبر جميع محافظات الأردن للتوعية من هذه الظاهرة ومن ظاهرة لا تقل خطورة وهي ظاهرة اطلاق الاعيرة النارية بمناسبة وبدون مناسبة .
وكما هو حال المخدرات وآثارها وتداعياتها ، فإن المحاكم الاردنية تنظر أيضا في عشرات القضايا التي تسبب بها اطلاق النار في الافراح والمناسبات وغيرها من اضرار واوضاع صحية غاية في السوء وصلت الى درجة الشلل او العمى او فقدان احدى العينين وما الى ذلك مما يؤكد بأننا بالفعل بحاجة الى وقفة مجتمعية شاملة للحد منها والقضاء عليها نهائيا .
ويطرح مختصون وسائل مختلفة لمكافحة هاتين الظاهرتين منها مقاطعة الافراح التي يطلق فيها النار والابلاغ عن اي تجاوزات او ظواهر تتعلق بمسألة الحبوب والتعاطي وغير ذلك من هذه السلوكيات لكي يتمكن المجتمع في النهاية من الحد من هاتين الظاهرتين والقضاء عليهما في النهاية .
وقال أحد المتخصصين ممن اعدوا دراسة وافية بهذا الصدد : المطلوب التكاتف من الجميع في البيت والمدرسة والمسجد وخطب الجمعة وفي الشارع والتحذير من خطورة تعاطي المخدرات ومن خطورة اطلاق الاعيرة النارية ، وهما ظاهرتان تضربان الامن والسلم المجتمعي في الصميم في وقت بحاجة فيه الاردن الى التنمية والهدوء والاستقرار التي عرف بها منذ تأسيس الدولة وحتى الآن .