تنمية الأرياف
في زيارة لمحافظة (مادبا) وتحديدا لبلدية (لب ومليح) التقيت بالأهالي هناك لإلقاء محاضرة، وبحضور مدير القضاء الدكتور صخر المور، الرجل النشيط والمهذب.
عبر الطريق لم تفارقني فكرة الأراضي الخضراء التي تضم بين أحضانها الزهور الملونة، وكم عندنا في الريف الأردني مثل هذه الأراضي الخصبة التي لا تجد من يهتم بها، ليجعها مصدر رزق كأحد الوسائل المتاحة للتخفيف من البطالة. وإذا تكلمنا على الزراعة فنحن نتكلم عن تربية المواشي أيضا، فحيث توجد الزراعة توجد تربية المواشي، وهو شكل آخر للتخفيف من البطالة. وإذا وجدنا الزراعة وتربية المواشي سنجد أنفسنا نتكلم عن الصناعة والمصانع حيث الألبان والجلود، ورب البندورة، والمخللات، والورود، العطور، وغير ذلك.
وكل ما سبق من زراعة، وتربية للمواشي، وصناعة، يحتاج إلى تسويق، ودعاية، وترويج، وناقلات، حتى نتكلم عن التصدير خارج البلاد عند زيادة الكميات، مما يعني الشحن وتوابعه، وكل ما مرّ يساهم في التخفيف من البطالة.
طبعا أريافنا من فضل الله فيها الماء والكهرباء والأيدي العاملة والمتعلمون والمثقفون، كما فيها الفقر والفاقة والحاجة والمرض، فلا نعدم أصحاب الحاجات والفقر المدقع، الذين ينتظرون لقمة العيش، أو الوظيفة، أو أية فرصة ليقوموا بعمل مشروعهم الخاص، ولو كان صناعة الألبان في المنزل، أو المخللات، أو غيرها.
أعتقد جازما أن على الحكومة أن تلتفت إلى الأرياف قليلا، لا للقضاء على البطالة المتزايدة فقط، بل للتنمية أيضا، فتنمية الأرياف تعني تنمية الوطن، وهذه التنمية ستساعد في إدارة حركة الاقتصاد والتجارة في البلد. ربما يحتاج الناس لا إلى الدعم المادي فقط، بل إلى مساعدتهم في التخطيط واختيار أحسن الوسائل والطرق، والتوعية والإرشاد.
كما أذكر بأن أريافنا لوحات فنية تنطق ببديع خلق الله تعالى، فيمكن استثمارها سياحيا، من خلال التعاون مع المجتمع المحلي، ببناء الاستراحات والمطاعم، وغيرها، مع الترويج الداخلي والخارجي لهذه المناطق المباركة إسلاميا ومسيحيا.
لكن للأسف سنجد بعضًا ممن يهمهم الأمر في كل ما سبق لم يصلوا في حياتهم إلى تلك المناطق، ولم يفكروا بدخولها إلا عابري سبيل.
الدستور - الجمعة 22-3-2019