عن ضم الجولان وأشياء أخرى
لم يعرف أحد حتى الآن الطريقة التي يفكر بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، والذي يخرج بين الفينة والاخرى بتغريدات لا تخطر على قلب بشر .
فبعد إعلانه الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل وتنفيذه هذا الاعلان رسميا ، خرج بدعوة للإعتراف بضم الكيان العبري للجولان المحتل ، وهي مقدمة لاعتراف يشبه الاعتراف الاول .
هل ترامب يعي ما يفعل أم أن غروره أوصله لهذا المستوى من العداء والعنجهية للعرب والمسلمين ؟؟ .
المراقب لما يفعل هذا الرئيس ، وما فعله سابقا منذ فوزه المشكوك فيه وفق الديمقراطيين ، يدرك بأنه رئيس فئة من الأمريكيين وليس رئيسا لهم جميعا ، وإن أي قرار يتخذه لا يخرج عن مصالحه الشخصية ، ليس بدءا من فيتو الجدار مع المكسيك الذي جلب له انصارا جددا ، وليس انتهاء بتغريدته حول الجولان ، فالأولى ضمنت له رضا لدى حاملي عقيدته الاقصائية المتطرفة ، ، والثانية ستضمن له رضا وقبولا لدى اللوبي الصهيوني في الكونجرس وخارجه ، ضاربا بعرض الحائط كل ما قاله مجلس الأمن ودولته نفسها من قبل ، وما قررته الأمم المتحدة بكل منظماتها ، بل إن وثيقة الاعتراف بالجولان أرضا اسرائيلية سيوقعها ترامب خلال زيارة نتنياهو لواشنطن الاسبوع القادم كما سرب الاعلام الامريكي .
هذا التاجر الجشع فردي النزعة ، شيلوك العصر ، والجاهل بالمآلات ، همه الآن أن يجد أنصارا يخرجونه من ورطة تقرير روبرت مولر بشأن التدخل الروسي في الإنتخابات ، ومن فضائحه مع بائعات الهوى وتهربه من الضرائب لسنوات ، وكما يبدو ، فإن مستشاريه من المحافظين الجدد امثال بولتون وغيره ، لم يخبروه بما سوف يحدث إذا اتخذ قرارا كهذا ، ليس من جهة العرب والمسلمين الذين هم نائمون سامدون ، بل من جهة اسرائيل نفسها ونتنياهو بالذات .
إذ كيف سيتمكن ترامب من تسويق صفقة القرن إذا كانت الجولان أرضا اسرائيلية خالصة باعتراف أمريكي رسمي .. وإذا كانت القدس أرضا اسرائيلة تاريخية وعاصمة للشعب اليهودي كما يزعم : هل فكر ترامب بنتنياهو هذه المرة وكيف يمكن أن ينقلب الأخير على الصفقة الموعودة ولسان حاله يقول : القدس وابتلعناها ، والجولان وضممناها ، فما الذي يدعوني لانجاح صفقة ربحت نهايتها قبل تبدأ .. وهل تناهى إلى خلده بأن صهره لعب به وجعل منه محط ازدراء العالم أجمع عدا عنصرييه من المتطرفين البيض ؟؟ .
صفقة القرن التي يبشر بها كوشنر وترامب وبولتون باتت في مهب الريح ليس من قبل العرب الذين هم " غائبون طوشة " بل من قبل نتنياهو نفسه الذي وبضم الجولان المحتل ،
ومن قبلها القدس ، فإنه ليس بحاجة لا الى صفقة قرن ، ولا صفقة ناب ، طالما أن أغلب اهدافه تحققت ، ولم يبق إلا أن يعترف هذا الرئيس المجنون بضم الضفة أيضا ، ويلغي حق العودة ومن ثم ، يضغط لإيقاع الجميع في براثن التطبيع المجاني بدون أي صفقات .
كلها ملهاة ، يضحك بها ترامب وصهره وحاشيته على العرب ، وما أدراك ما حال العرب يا ولدي .
جى بي سي نيوز - الاحد 24-3-2019