ألاعيب «إسرائيل» الفيسبوكية
تخصص سلطات الاحتلال الصهيوني فرقا ومجموعات متفرغة، للعمل على مواقغ التواصل الاجتماعي المختلفة، تقوم باستغلال المناسبات والاحداث المهمة لبث الاخبار والملاحظات والافكار التي تحمل الاثارة والاستفزاز، بأسماء عربية واسلامية مخترعة ومركبة، كل منها محسوب على جهة معينة، والبوستات التي يتم كتابتها ونشرها تكون معدة اعدادا جيدا ومدروسة علميا، من قبل الدوائر الامنية والمخابراتية والاستخباراتية الصهيونية، حتى تحدث التأثير المطلوب في نشر الفتن الداخلية وتأجيج الصراعات والنزاعات والصدامات الداخلية في البلدان والدول المستهدفة.
فهي توجه تلك المجموعات والفرق لاستغلال اوضاع محددة او احداثا معينة في العديد من الدول العربية والاسلامية، وخاصة القضايا موضع الخلاف السياسي والعقائدي والديني والاجتماعي وغيرها، وقد استخدمت هذا الاسلوب لبث الفتنة بين المذهبين الاسلاميين الشيعي والسني، لاثارة الفتنة بين الدول الاسلامية، واخذ بعض المجندين لهذه المهمة من الدوائر الامنية الصهيونية بمهاجمة اهل السنة باسم اهل الشيعة، وكل جهة تهاجم الاخرى وكأن خلافا سنيا شيعيا نشب على مواقع التواصل الاجتماعي، علما بأن هذا الخلاف وهمي مدبر ومصطنع من قبل الدوائر الامنية الصهيونية، وللاسف البعض ينجر الى هذا الخلاف دون قصد، وقبل التمعن والتعمق بدراسته والتأكد من مصادره واسبابه، وفي احيان اخرى تحاول ذات الدوائر تأجيج الخلافات والصراعات بين فصائل وجماعات عربية واسلامية، في اليمن وسوريا وليبيا ومصر والاردن وفلسطين، ودول عربية واسلامية كثيرة.
وقامت تلك الدوائر الصهيونية المشبوهة خلال الايام القليلة الماضية، بدور نشط جدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لبث الفتنة الداخلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة، بعد العملية البطولية التي نفذها الشهيد عمر ابو ليلى في مستوطنة ارئيل الصهيونية، وهي تعلم جيدا ان ابو ليلى ينتمي سياسيا وتنظيميا لحركة فتح، فقد عمدت الى بث رسائل شكر للرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الاجهزة الامنية الفلسطينية على لسان قادة عسكريين وامنيين صهاينة، على المساعدات التي قدموها لجهاز الشاباك الصهيوني التي مكنته من الوصول الى مكان الشهيد ابو ليلى، كما يدّعون ويزعمون، وبغض النظر عن مدى صدقية ما يصدر عن العدو من اخبار، وهو بكل تأكيد لا يصدق، فان الهدف الاساسي من بث ونشر مثل هذه الادعاءات اثارة الفتن الداخلية، واظهار القيادة الفلسطينية على انها تعمل ضد ابناء شعبها وتتعاون مع المحتل ضد المناضلين، وانها موجودة لخدمة الاحتلال الصهيوني، وليس لاية اسباب او اهداف وطنية اخرى، وجعلها موضع شك بالنسبة للشعب الفلسطيني ونزع الثقة الشعبية فيها.
كان يتوجب على مؤسسات الرئاسة الفلسطينية، وجهاز المخابرات العامة، وقوات الامن الوطني، اصدار بيان موحد او بيانات منفردة، تنفي الرواية الصهيونية، وتؤكد عدم حدوث اي تعاون امني على اي مستوى، بين كل منها والاجهزة الامنية الصهيونية، في عملية تتبع واغتيال الشهيد البطل عمر ابو ليلى، حتى لو كانت المؤسسات الفلسطينية الثلاث المذكورة لا تشجع القيام بمثل هذه العمليات في هذه المرحلة لاسباب هي تعلمها وتقتنع بها، كي تتضح الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية التي تتابع الشأن الفلسطيني باهتمام بالغ جدا.
الاجهزة الامنية الصهيونية تستغل هذه العمليات الجريئة التي تهزمها من الناحية العملية، لتشويه صورة النضال الفلسطيني، وانتزاع الشعور بالنصر، واحداث البلبلة في الشارعين الفلسطيني والعربي، وتحويل الانظار عن قدرات ونجاحات الشعب الفلسطيني، وقلب مفاهيم ونتائج وانعكاسات نضاله على الجمهور الصهيوني المهزوم ودوائره الامنية الخائبة.
يجب التعامل مع كل معلومة تصدر عن الاحتلال الصهيوني ودوائره العسكرية والامنية بحذر شديد، والتأكد من دقتها قبل تصديقها واعتمادها على انها صحيحة، لان العدو الاسرائيلي لا يبث الا السموم والخبث والمكر والكذب.
الدستور - الاثنين 25-3-2019