المضحك المبكي في حديث رئيس الاتحاد
![المضحك المبكي في حديث رئيس الاتحاد المضحك المبكي في حديث رئيس الاتحاد](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/73467.jpg)
في مناظرة تلفزيونية جمعت رئيس اتحاد عمال الأردن و الزميل محمود الحياري الناشط النقابي حول مطالب العمال بحل الاتحاد ورحيل قيادته وإصدار قانون نقابات عمالية واستقلالية العمل النقابي ،حاول السيد رئيس الاتحاد أن يبدو متماسكا واثقا من نفسه " ولكن الحق أبلج و الباطل لجلج " فهو يخشى الحقائق وانعكس ذلك على قسمات وجهه وتقطبات جبينه وتعرق جبهته و تأتأته في حديثه ورغم محاولاته البائسة إلا انه كان مكفهرا متقطبا مهزوزا وكانت ردوده لا تسمن و لا تغني من جوع وحاول أن يبدو كالحمل الوديع وانه من دعاة الجوار وانه داعيا وراعيا للديمقراطية مطالبا بتوسيع القاعدة النقابية وزيادة أعداد النقابات العمالية ناسيا أو متناسيا أو متجاهلا انه المعيق الأول للحركة العمالية وكان اضطرابه واضحا فالمريب يكاد أن يقول خذوني.
كان أول القصيدة كفرا ، عندما ادعى بأن المعتصمون عدد قليل جدا لا يأبه له مع بعض المتقاعدين وكأنه ليس متقاعدا ويتقاضى راتب تقاعد يصل إلى نحو 2800 دينار عدا راتبه من الاتحاد الذي يصل إلى 4500 دينار (ناهيك عن المياومات التي تزيد عن 500 دينار يوميا و الرواتب من المؤسسات المشارك بها كعضو مجلس إدارة منها الضمان الاجتماعي ) وكاد أن ينهار ويترك الأستوديو عندما بدأ الزميل الحياري بذكر هذه الأرقام واعتبر ذلك خوضا في أمور شخصية .
وبداية قصيدته كانت قبل بداية البث حيث رفض وبشدة مشاركة الزميل خالد زاهر الفناطسة رئيس نقابة المناجم ورئيس لجنة العمل في مجلس النواب ، ويا للهول عندما صرح بأن الزميل الفناطسة لم يحصل إلا 2100 صوت فهو لا يمثل عمال نقابة المناجم وهنا نتساءل كم صوت بجعبة رئيس الاتحاد لكي يمثل عمال التعليم الخاص وعمال الأردن ؟
ألا يعلم رئيس الاتحاد بأنه لم يخض يوما أية إنتخابات ولم يحصل على أي صوت ، إنما هو معين تعيين رئيسا للنقابة ورئيسا للإتحاد وبطرق عرفية وديكتاتورية ليس للعمال أي صلة بها مكرسة عبر مسرحية ما يسمى بالمؤتمر العام الذي يضم نحو 14 نقابة معينة تعيينا تحت بند ما يسمى بالتزكية(الذي أخترع له مسما جديدا هو بالتوافق) ، فهو آخر من يتحدث عن الانتخابات و الديمقراطية و الأصوات خصوصا عندما وصف قائدا نقابيا فذا حقق المنجزات الضخمة للعمال وهو جمال جرار بأن انتقاده للاتحاد وقيادته لأنه سقط في الانتخابات ، فهل يا رئيس الاتحاد خضت غمار الانتخابات مرة واحدة حتى تنجح أو تسقط ؟ من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة .
وادعى رئيس الاتحاد بأن المعتصمون أشخاص مع أنهم يزيدون عن 400 عامل في أول تحرك لهم وإنما هي البداية ، ويعلم رئيس الاتحاد صعوبة أن يتوجه العامل إلى مثل هذه الاعتصامات لتباعد المسافات وصعوبة الحصول على إجازات ، كما انه ليس هكذا تورد الإبل يا رئيس الاتحاد ، فهؤلاء ال 400 عام هم من يعلق الجرس ، وتاريخيا علم الاجتماع يقول أن الأغلبية كانت أقلية ، الم ترى أن الثورة الملايينية في مصر بدأت بفتاة واحدة هي أسماء محفوظ ! والثورة التونسية بدأت بعامل واحد هو الشهيد محمد بوعزيزي !
ويا للهول ... و يا للجرأة ... ويا للنضال النقابي حين تشدق رئيس الاتحاد بأنه يرفض تدخل الحكومة (وزارة العمل) في شؤون الاتحاد مدعيا استقلالية الحركة النقابية ومرجعيته اتفاقيات العمل الدولية ، أي تضارب بالأفكار وتناقض في الحديث و المواقف و أي خلط للأوراق و أي دجل وتلبيس وتدليس ، إنها الحكومة يا رئيس الاتحاد من وضعتك في هذا الموقع ، ونظامك الموحد الذي تفصله وتكيفه على مقاسك ومقاس أعوانك وتغير وتبدل به كيفما شئت ، وحسبما يحلو لك تقول انه مستند إلى قانون العمل ، فمن أصدر قانون العمل ؟ أنت ؟
وتناقضك يصل لاستشهادك بان النقابات المهنية - على عدائك لها - هي من تضع قوانينها وتحدد مدد ولايتها وشروط الترشيح ، فإذن لماذا لا تكون النقابات العمالية كذلك وحسب اتفاقيات العمل الدولية ومعاييرها بأن النقابة هي من تضع نظامها الداخلي وليس الاتحاد ، فأعتمد لك موقفا واضحا وهذا صعب جدا عليك .
وتحدثت عن حق حرمان المهندسين من الترشيح بحجة الازدواجية و بأن المهندسين هم أصحاب عمل وإدارات متجاهلا بأن العامل هو كل من يعمل مقابل أجر ، وتناسيت بأنك تملك هذه الازدواجية لأنك صاحب عمل أيضا عدا عن انك متقاعد مثل الكثيرين في المكتب التنفيذي عندك .
أما في موضوع الضمان الأجتماعي الذي لم يأخذ حقه في المناظرة ، قمت تدعي بأنك عدلت ونقحت وتقدمت بدراسات وغيرت الكثير الكثير من المواد وأوقفت العديد من المضار ، كان كلاما عاما لم تقدم مثالا واحد يبرهن قولك سوى مصطلح ( خشينا ) وبأن ممثلي العمال هم أقلية في الضمان الاجتماعي فأين تبجحك الدائم بأنك تمثل أكثر من مليون عامل ومشترك في الضمان ؟
أين موقفك المستند إلى هذه المقولة ؟ أم هو من باب " الحكي ما عليه طوابع " ؟
لم يتطرق السيد رئيس الاتحاد في حديثه عن المؤسسية و الحوار و الديمقراطية و التطوير عن تعيين إبنه همام الذي كان يعمل سائقا في الاتحاد رئيسا لنقابة البلديات الذي اتخذ هو نفسه قرارا بحلها عندما توفي رئيسها إلى رحمة الله ، وأيضا تعيين ذراعه الأيمن خالد أبو مرجوب و الذي كان يعمل مراسلا عاديا في الاتحاد رئيسا لنقابة الخدمات العامة وهؤلاء الثلاثة هم من يديرون الاتحاد فعلا .
السيد رئيس الاتحاد لا يسمع سوى صوته ، ويدفن رأسه في الرمل عن حملة التغيير المطالبة بحل الاتحاد ورحيل رئيسه وقيادته ووضع قانون نقابات عمالية ، ولا ندري على ماذا يستند وهل يستمد قوته من وسادة الريش . إن التغيير قادم لا محالة وسترحل رغم تشبثك ومن حولك بكراسيكم ورغم ما بدأت تطلقه من دعوات للحوار أو فتح باب التنظيم النقابي لجميع القطاعات ومطالبتك برفع الحد الأدنى للأجور فهو هو نفس الحديث منذ عشرين عاما تتغنى به في المنتديات و الفضائيات وخصوصا عند تزايد حدة الانتقادات الموجهة للاتحاد رغم أن مسيرتك تشهد بعكس ذلك تماما ، فمواهبك في فن الخطابة ما عادت تجدي نفعا ، ويكفي تنصلك في المناظرة من كل نقد ومثلبة وترمي بها على كاهل لجنة الانتخابات أو الحكومة و أنت حمل وديع برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، حتى خيمة الاعتصام التي أمرت بهدمها ، ادعيت زورا وبهتانا من أنهم الجيران هم من قاموا بذلك لأنها موقف سياراتهم علما بأن الخيمة كانت مقامة إلى جدار حول قطعة ارض فارغة و المنازل في منطقة الاتحاد جميعها فلل لكل منها موقف سيارات خاص بها.
يا رئيس الاتحاد... تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ولكنك بكل تأكيد لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
لقد حان موعد رحيلك ، الأردن بقيادته الهاشمية يدخل عصرا جديدا من الديمقراطية و الشفافية ودولة المؤسسات ومحاربة الفساد ولن تكون أنت حجر عثرة في طريق المستقبل .
حمى الله الوطن وقائده ... حمى الله عمال الوطن
النقابي
أحمدحسين مرعي