تعرف على قصص نجاح لاردنيات رائدات بمشروعات منزلية صغيرة
المدينة نيوز-علا عبيدات-: تمكنت عشرات الأردنيات من جعل أحلامهن في تحسين أوضاع أسرهن المادية حقيقة من خلال تأسيس مشروعات منزلية صغيرة تدر عليهن دخلا يخرجهن من دائرة الحاجة، تم تمويلها بقروض مالية متواضعة، أسهمت في تشكيل مستقبل أكثر أمانا واستقرارا، ولتؤكد هؤلاء النسوة، أنهن شريك مهم، وفاعل في الأسرة ومساعدة الرجل. سيدات من مدينة إربد يمثلن نموذجا للمرأة الأردنية الناجحة المتميزة، تحدثن لــــ (بترا) عن مشروعاتهن الصغيرة، التي أسهمت بشكل كبير في تحسين أوضاعهن المعيشية الصعبة.
تقول ولاء بني هاني ربة بيت وأم لخمسة أطفال، إنها اقترضت مبلغا ماليا صغيرا من إحدى المؤسسات المالية الخاصة منذ ثلاث سنوات، وبدأت بتنفيذ مشروعها الصغير لحياكة المشغولات اليدوية بطريقة تراثية وتعبر عن تاريخ الاردن، وتراثه.
وتشير بني هاني الى أنها تمتلك مهارات التطريز اليدوي منذ الصغر وساعدها المبلغ الذي اقترضته في توفير المواد الخام اللازمة للبدء بمشروع مطرزات، ولما توسع المشروع، ونمت مبيعاته، استعنت بسيدات من المنطقة مقابل مبلغ من المال في تطريز الأثواب الفلاحية المميزة.
وتضيف، وهي تعبر عن سعادتها فيما أنجزته، إنها كانت تبيع الثوب في البداية بمائة وخمسين دينارا، ومع الإضافات عليه أصبحت تبيعه بـ 400 دينار، مشيرة إلى أنها تسوق منتجاتها حاليا داخل وخارج الأردن من خلال الإنترنت؛ الأمر الذي حقق لها ولجاراتها دخلا ممتازا أستطعن من خلاله تأمين لقمة عيشهن، ومساعدة أزواجهن في مصروف البيت، وتكاليف دراسة الأبناء في المدارس والجامعات.
وعن تطوير مشروعها تقول بني هاني: إنها بدأت تنوع في حياكة وتطريز عدة اشكال تراثية من الاثواب الفلاحية والشماغات والشالات وغيرها من القطع الفنية التي تصلح لتزيين المنازل، مؤكدة أن منتجها يلقى إقبالا متزايدا من مشترين متعددي الجنسيات، ولتلبية الطلبات على إنتاجها محليا وخارجيا، تنوي بني هاني افتتاح معرض حرفي خاص لعرض مطرزاتها المتنوعة.
إسراء الشهابات معلمة متقاعدة منذ خمس سنوات تقول: بعد التقاعد بدأت أشعر بفراغ كبير في حياتي، إذ يعمل زوجي سائق تكسي ساعات طويلة، ولدي ستة أبناء في الجامعات والمدارس، وأصبحنا بحاجة لزيادة دخلنا.
تقول الشهابات، أشارت عليَّ إحدى صديقاتي بزراعة حديقة منزلنا البالغة مساحتها ثلاثة دونمات ببعض الأعشاب العطرية، والخضراوات الورقية مثل النعنع، والبابونج، والميرمية، والزعتر، والبصل الأخضر، والفول، والحمص؛ فأشتريت البذور والسماد، والأشتال اللازمة للبدء بهذا المشروع.
وتضيف، كانت المفاجأة لي ولصديقتي ولأسرتي غزارة الانتاج وجودته؛ ما جعلني أستعين بمهندس زراعي؛ لمساعدتي في الإشراف على الحديقة وإنتاجها التي تصدر قسما منها للخارج، بعد أن كتبت عليها بفخر عبارة "صنع في الأردن"، كما استعنت بأشخاص آخرين لتسويق المنتوجات، وتغليفها، وتوزيعها على محال بيع الخضار المنتشرة في محافظة إربد، والبعيدة عن سوق الخضار، وكذلك على المطاعم، والمطابخ الإنتاجية التي أصبحت تقصدها مباشرة لشراء الاعشاب العطرية، والخضراوات الطازجة يوميا، مشيرة إلى أن المشروع حقق لها، ولأسرتها دخلا ساعدها على توفير دخل للإنفاق على أسرتها، وتوفير جزء من الأقساط الجامعية لأولادها .
أما أم مروان فتقول: إنها بعد أن كبر أبناؤها التحقت بالعديد من الدورات وورش العمل الخاصة بالسيدات، وتعلمت فن التجميل والمكياج وتصفيف الشعر، وخصصت غرفة من منزلها ليكون صالون تجميل تقصده بعض الجارات والصديقات، ولما زاد عددهن، حصلت على قرض ميسر واستأجرت صالونا صغيرا، وجهزته بمستلزمات العمل من كريمات، ومواد المكياج، وجهاز تنظيف للبشرة الأمر الذي أسهم بتوسع المشروع ونجاحه، موضحة أنها أصبحت الآن تبيع أدوات التجميل، والإكسسوارات، وساعدت في تشغيل مجموعة من الفتيات الباحثات عن العمل.
وتشير إلى أن صالونات التجميل من المشروعات الصغيرة المربحة، وتلقى رواجاً كبيراً من قبل السيدات نظرا لاهتمامهن بالعناية بأنفسهن والظهور بمظهر جذاب، مبينة أن الأمر يحتاج إلى توفير مكان بموقع، ومساحة مناسبة، والاستعانة بعدد من النساء للمساعدة في تصفيف الشعر والمكياج، وتوفير منتجات العناية بالشعر، والبشرة، بموازاة المحافظة على نظافة المكان، والأدوات المستخدمة وتعقيمها بشكل دوري ويومي.
وتدعو ام مروان وهي تحمد الله على نجاح مشروعها كل سيدة قادرة على العمل إلى البدء بمشروع لقضاء وقت فراغها وبما ينعكس ايجابا عليها وعلى أسرتها ويحقق لها دخلا جيدا.
أم محمد الكوفحي مثال مشرف آخر وهي التي بدأت عملها بإعداد الطعام وبيعه من المنزل مباشرة على الرغم من أن حالتها المادية ميسورة، ولكنها كما تقول تريد قضاء وقتها بعمل مفيد، وتكون قدوة ايجابية لغيرها من النساء لتشجيعهن على العمل.
وتشير الكوفحي الى أن هذا المشروع من المشروعات السهلة التي لا تحتاج لمكان منفصل، ولا رأس مال كبيرا للبدء به، وهو من المشروعات التي يكثر الطلب عليها الآن، ولاسيما بعد زيادة أعداد النساء العاملات خارج المنزل، موضحة أنها بدأت المشروع من خلال الإعلان عنه عن طريق الأقارب والجيران وسيدات الحي الموظفات، حتى أصبح لها زبائنها.
وتعتزم الكوفحي بعد نجاح مشروعها وازدياد الطلب افتتاح مطبخ إنتاجي كبير، وتشغيل عدد من سيدات المجتمع المحلي وخريجات الجامعة العاطلات من العمل.