على ترمب أن يعرف!!
ما لا يعرفه الأميركيون، والمقصود هذه الإدارة الأميركية، هو أن فرض إسرائيل على الفلسطينيين وعلى العرب كلهم من قبل سايكس وبيكو وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا قد أدى إلى كل الانقلابات العسكرية التي شهدتها هذه المنطقة وأولها انقلاب حسني الزعيم في عام 1949 والتي تلاحقت في سوريا حتى إنقلاب حافظ الأسد عام 1970 وإنقلاب عبدالناصر على نظام فاروق في عام 1952 وبعد ذلك كل الانقلابات اللاحقة في العراق وفي العديد من الدول العربية حتى بما في ذلك محاولة الإنقلاب القومي السوري الفاشلة في لبنان وانقلاب عبداالله السلال على نظام الإمامة في اليمن وانقلاب القذافي على السنوسي وباقي ما تبقى من الانقلابات..وحتى النهاية. والآن فإن الرئيس دونالد ترمب، ومعه هذا الطاقم الذي من الواضح أنه لا يعرف عن تاريخ هذه المنطقة، البعيد والقريب، شيئاً، يرتكب خطأ فادحاً ومميتاً عندما يظن أنه قادر على أن يفرض على العرب ما يريده وأنه كما إعترف بالقدس، التي تشكل ضمير كل عربي ومسلم، عاصمة موحدة لإسرائيل واعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان بإمكانه أن يفرض ما قال أنه «صفقة القرن» التي، حسب ما تسرب عنها أرادها استسلاماً عربياً لحكومة بنيامين نتنياهو وبكل شيء وبالطبع فإن هذا لا يمكن تمريره وهو من سابع المستحيلات أن يكون. كان على الرئيس الأميركي قبل أن يذهب بعيداً في تحدي الأمة العربية والأمة
الإسلامية أيضاً وعلى هذا النحو أن يدرك أن الإرهاب غدا متجذراً في هذه المنطقة وفي العالم بأسره وأنه من خلال كل هذا الذي يفعله يعطي الإرهابيين الذرائع التي يريدونها ويسعون إليها لفرض أنفسهم على الشرق الأوسط وعلى العالم بأسره وهذا سيكون ثمنه غالياً جداًّ وستكون عواقبه وخيمة. يجب أن يدرك ترمب ومعه هذه المجموعة، التي لا ترى في هذه المنطقة إلاّ إسرائيل وأهدافها ومصالحها والتي لا تعرف أنها منطقة عربية وأنها بقيت عربية حتى بعد إحتلال الفرنجة لها لأكثر من مئتين من الأعوام، أنه سيأتي يوم قريب تتغير فيه معادلات القوة ويتضح لهم أن هذا الذي يفعلونه سيدفع ثمنه الإسرائيليون الذين يظنون أنهم سيحققون تلك الأوهام البائسة التي عنوانها: «من النيل إلى الفرات» !!. إنه على ترمب أن يعرف ويدرك أن الولايات المتحدة لا تملك الأرض ومن عليها وأنه بما يفعله وبتحديه للفلسطينيين والعرب والمسلمين ولكل أصحاب الضمائر الحية في العالم بأسره يجذر الإرهاب في هذه المنطقة وفي الكرة الأرضيه كلها وأنه مخطئ وأعمى بصرٍ وبصيرة إذا كان يظن أنه قادر على فرض «صفقة القرن» على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب هذه المنطقة وأنظمتها وأن منح هضبة الجولان العربية – السورية للإسرائيليين ينطبق عليه: «أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق» وأنه الذي سيدفع الثمن في النهاية إن هو بقي «يركب رأسه» وعلى هذا النحو هو الولايات المتحدة التي من المفترض أن مصالحها تفرض عليها أن تكون دولة صديقة لأهل هذه المنطقة العربية والتي ستبقى وبما فيها فلسطين عربية كلها وللأبد.
الرأي - الاثنين 1-4-2019