«لن نسامح ولن ننسى»
رغم تودده وتقربه من الكيان الصهيوني إلا أن تصريحا له لم يرق لعصابات الكيان كفيل بتوبيخه.
إنه الرئيس اليميني للبرازيل غاير بولسونارو الذي تعهد لعصابة الكيان الصهيوني بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، والذي زار الكيان واحتفي به احتفاء خاصا.
بولسونارو لم يدر بخلده أن كلمات من قبيل المسامحة والنسيان والصفح سترتد عليه توبيخاً من قبل من استقبلوه بالأمس بحفاوة.
قال بولسونارو خلال لقائه مع ممثلي الكنيسة الإنجيلية في بلاده، في معرض حديثه عن المحرقة «الهولوكوست»: «بوسعنا أن نسامح، لكننا لا يمكن أن ننسى. هذا هو موقفي. إن من ينسون ماضيهم محكوم عليهم بألا يكون لهم مستقبل».
الرد الغاضب جاء من رئيس عصابة الكيان الصهيوني قائلا: «نحن سنعارض دائما من ينكرون الحقيقة أو يرغبون في محو ذاكرتنا، سواء أكانوا أفرادا أم جماعات أم زعماء أحزاب أم رؤساء حكومات. نحن لن نسامح ولن ننسى».
«نحن لن نسامح ولن ننسى»، فما بال قومي ينسون ويسامحون تلك العصابة التي «لا تسامح ولا تنسى».
ما بال قومي سامحوا العصابة الصهيونية بثلثي فلسطين، وثلثي ثلثيها.
ما بال قومي سامحوا العصابة ببلادهم وبيوتهم وبياراتهم وتاريخهم وتراثهم، ويخجلون خجل العذراء في خدرها من أن يتحدثوا عن حق العودة لبلادهم.
ما بال قومي ينسون مجازر الإرهابيين الصهاينة من قبيا ودير ياسين وليس انتهاء بمجازر غزة مرورا بصبرا وشاتيلا وقانا وبحر البقر ووو.
ما بال قومي يعملون بكل جد وإخلاص على «تشذيب» المناهج حتى يثبتوا للعصابة والعالم أننا سامحنا ونسينا.
ما بال قومي ينسون ويسامحون بل ويصافحون ذات الأيدي التي تلطخت بدماء آلاف الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين الطاهرة.
ما بال قومي ينسون ويسامحون بل يستضيفون ويفرشون السجاد الأحمر لزعماء العصابة، ويتغزلون بهم.
ما بال قومي ينسون ويسامحون، بل يمقتون ويكرهون كل من لا ينسى ولا يصافح، بل يحاصرونه ويقاتلونه إن لزم الأمر.
صدق بولسونارو حين قال: «إن من ينسون ماضيهم محكوم عليهم بألا يكون لهم مستقبل».
السبيل - الاحد 14-4-2019