نقف مع ابنتنا إلهان عمر في وجه «الإرهاب الأبيض»
هذا الرجل خطر على العالم، ونستطيع احتماله حتى نهاية ولايته الأولى في عام 2020، لكننا لن نصمد على البقاء أو التحمل في حال فوزه بولاية ثانية حتى 2024، وستكون أربع سنوات أخرى عجاف على الولايات المتحدة وعلى العالم وعلى وطننا العربي.
فالرجل خرق جميع القوانين والقيم المتعارف عليها بين الدول والشعوب، وتجاوز في تغريداته وتصريحاته وقراراته كل ما يتعلق بالوجود العربي والإسلامي، حتى بات العرب والإسلام هوسه اليومي، ومعركته الانتخابية الدائمة والمتجددة.
وترتبط جميع أعمال العنف التي قام بها «البيض» المتعصبون والمتطرفون ضد المسلمين والعرب بنهجه السياسي المستفز والإقصائي وبتصريحاته المتكررة، وفي كل مرة يكشف فيها العالم عن عمل «إرهابي أبيض» يعلن المتهم بأنه يحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبأنه يشكل بالنسبة له قدوة ومثالاً أعلى، وبأن سياسة الإحلال والإقصاء هي الحل الوحيد للمسألة الإسلامية.
ما قام به الرئيس ترامب في الأيام الماضية لا يليق برئيس أكبر دولة في العالم، فهو يهدد حياة النائبة المسلمة في الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، من خلال التسجيل المصور الذي نشره ترامب عبر حسابه بموقع «تويتر»، وربط تصريحات عمر حول هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001.
ولم يكن نفي البيت الأبيض قيام الرئيس الأمريكي بالتحريض على العنف ضد إلهان عمر كافيا لانتزاع وتخفيف موجة الإدانة بحقه، بعد أن قام متطرفون بتهديد عمر بإطلاق الرصاص على «جمجمتها» وقتلها.
وكانت عمر قالت الشهر الماضي أمام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية: إن هذه المنظمة تأسست بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر إقرارا من المسؤولين عنها بأن «بعض الأشخاص ارتكبوا أمرا ما، وأن كل واحد منا، بدأ يفقد القدرة على التمتع بالحريات المدنية».
وأثار التسجيل المصور لترامب، الذي حقق نحو 9 ملايين مشاهدة، موجة انتقادات واسعة من جانب الديمقراطيين، ورأوا فيه تحريضا على عمر.
وكتبت الديموقراطية في مجلس الشيوخ، إليزابيت وارن، المرشحة للانتخابات الرئاسية، عبر «تويتر»: «الرئيس يحض على العنف، ضد عضو ممارس في الكونغرس، ومجموعة كاملة من الأمريكيين، على أساس ديانتهم. هذا أمر مقيت وفاضح».
كذلك كتبت النائبة الشابة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز: «حياة إلهان عمر في خطر».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، عبر قناة فوكس نيوز: إن ترامب «لا يحاول التحريض على العنف، ضد أي كان».
وأوضحت في تصريحات لقناة «إيه بي سي» أن «الرئيس لا يريد حتما الاذى لأي كان، لكن عليه حتما تنبيه العضو في الكونغرس على تصريحاتها الكثيرة المعادية للسامية».
وعلقت عمر عبر «تويتر»، إثر نشر الرئيس الأمريكي التسجيل المصور: «شكرا لوقوفكم إلى جانبي، ضد إدارة تسعى إلى حظر المسلمين في بلدنا، في المعركة من أجل أمريكا التي نستحقها».
كذلك كتبت عمر: «لا يمكن لأي كان، مهما بلغت درجة فساده، أو نقص كفاءته أو عيوبه، أن يهدد حبي غير المشروط لأمريكا».
تحتاج إلهان عمر إلى مساندة قوية من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والصحفيين والإعلاميين والسياسيين والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة عنف وبلطجة وتهديدات المتطرفين والعنصريين الذي خرح من بينهم الإرهابي منفذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.
علنيا ان لا نترك ابنتنا إلهان عمر ومعها رشيدة طليب والنائبة الشابة أليكساندريا أوكاسيو كورتيز لوحدهم في مواجهة «الإرهاب الأبيض».
السبيل - الاثنين 15-4-2019