"أم علي" قصة نجاح تلهم الأخريات
المدينة نيوز :- تشكل قصة نجاح السيدة الاردنية حياة السواركة "أم علي" في إنتاج الألبان والأجبان، إنموذجًا متميزاً تلهم النساء الأخريات في قدرة المرأة واستطاعتها بالعمل والتخطيط السليم والإرادة القوية، من تغيير واقعها من الفقر وشدّة الحال إلى "يسر الحال".وتروي "أم علي" لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ما كانت تعيشه وعائلتها في منطقة "عين الباشا" من فقر جراء الاعتماد على راتب الزوج الذي لا يكفي مصاريف ومتطلبات الأسرة، حيثُ كانت تُعاني "الأمرين"، كما تقول، قبل أن تبدأ مشروعها، الذي وصل إلى حيثُ لم تكن تتوقع من النجاح الازدهار.
تقول إن انطلاقتها كانت بقرض 200 دينار فقط من شركة صندوق المرأة للتمويل الأصغر قبل 20 عامًا، حيثُ قامت بشراء بقرة شكّلت آنذاك "كل ما تملك"، وقامت بعنايتها وبيع منتجاتها إلى أهل الحي الذي تقطنه، حتى سددت قرضها.
وتوضح أن نجاحها مع تجربة "البقرة" شجعها على تطوير مشروعها، حيثُ تدرجت مع شركة "صندوق المرأة" لأخذ عدة تمويلات بهدف التوسع في مشروعها وشراء المواشي، حتى بلغ آخر قرض لها خمسة آلاف دينار حصلت عليه العام الماضي.
وعملت تدريجيًا على توسيع مشروعها لتنتقل من مرحلة تربية المواشي إلى إنتاج الألبان والأجبان وتسويقها على نطاق أوسع، الأمر الذي شجع الشركة المقرضة على دعم مشروعها ومنحها قرضًا جديدًا عززت فيه أعداد المواشي لديها لتصبح 200 رأس من الماشية.
وتبين أم علي وهي متزوجة ولديها خمسة من الأبناء، أن مشروعها، الذي بدأت ملامح النجاح تتضح عليه، شكل حافزًا لها للتطور والتوسع من جديد، حيثُ اشترت عددًا بسيطًا من الدواجن، وصل عددها لاحقًا إلى 50 دجاجة، و30 زوجاً من الحّمام.
وتشير إلى أن طريقها نحو النجاح "لم يكن ورديًا"، إذ أنها واجهت العديد من التحديات أثناء مشوارها، تصدرها قلّة المال في بعض الفترات، وضيق الوقت وكثرة الجهد، فضلًا عن التزاماتها العائلية، التي تقل أهمية عن مشروعها، بحد تعبيرها.
وتضيف السواركة، أنها بعد أن كانت تتمنى العمل "عند الناس"، أصبحت اليوم مشغلة لغيرها، إذ أنها تُشغل راعيًا للعناية بالمواشي، فضلًا عن نساء أخريات تُشغلهن عند الحاجة وضغط العمل عند صناعة الألبان والأجبان.
وتنوه إلى أنها أصبحت معروفة لدّى تجار منتجات الألبان والأجبان، فضلا عن مشاركاتها في مختلف البازارات التي توفرها لها شركة صندوق المرأة بالمجان، إلى جانب تجارتها الموسمية في بيع المواشي بالمواسم والأعياد.
وتؤكد أم علي، أن دعم شركة "صندوق المرأة"، لم يقتصر على الشكل المالي فحسب، بل قدمت العديد من أشكال الدعم الذي طوّر من مهاراتها الاقتصادية والإدارية وحتى الاجتماعية، فضلًا عن فتح آفاق واسعة أمامها لتسويق منتجاتها عبر مختلف البازارات، التي توفرها الشركة مجاناً للمستفيدات.
محمد الشبول