لماذا سلامة حماد؟
التعديل الثالث لحكومة الدكتور عمر الرزاز جاء ضعيفا بما لا يليق مع كلفته الشعبية التي استقبلته بعاصفة من التهكم والرفض والغضب.
مع ذلك، كان لافتا في التعديل عودة سلامة حماد «مواليد 1944» ليتولى حقيبة الداخلية، بعد ان كان على رأسها في اكثر من مناسبة آخرها عام 2016.
عودة الرجل القوي سلامة حماد ليست مجرد حادثة عابرة او اسم مفضل لدى البعض في السلطة، بل الامر مدروس من مرجعيات الدولة، وهناك مهام ورسائل سوف يتولاها الرجل.
حماد بخلفيته وخبرته السابقة لا يتهادن مع الشارع والاحتجاجات، ففي وجوده في الداخلية رسالة ومخطط للتعامل «غير الناعم» مع الاحتجاحات وقاية وعلاجا.
من جهة اخرى، سيعمل حماد على شدشدة براغي الوزارة، فالوزير السابق كان متراخيا بما يكفي لانفلات وتنمر بعض المحافظين، وبتقديري ان الوزير الجديد مختلف وصلب بما يكفي لضبط الجميع.
انا شخصيا اميل الى ان سلامة حماد مرغوب فيه من جهة القصر، وهذا يفسر إخراجه من قمقمه في كل مرة، ويبدو انه جزء من التفكير المرحلي لمواجهة بعض الملفات.
السؤال الاخر الذي يمكن طرحه حيال عودة سلامة حماد لوزارة الداخلية هو علاقته بجهاز المخابرات، وبرسالة الملك الاخيرة الصارمة لمديرها الجديد.
بمعنى: كم سيتعاون او يستقل في ادائه، وما علاقة ذلك بقسم الجنسيات والتجنيس، وما علاقته وحجم ظهوره ايضا في ملف الاعتقالات الذي بدأ يسخن بوضوح؟
ليس عبثا ان تتحمل الدولة كلفة عودة سلامة حماد، فمن ناحية الرأي العام هناك انتقادات كبيرة، ونتذكر ان حماد كان عنصر تأزيم بين حكومة الملقي ومجلس النواب الحالي بعيد احداث الكرك الارهابية.
اذاً هناك ثغرات كبيرة في عودته، لكنه يعود، وتصر المرجعيات على ذلك وليس الرزاز، وهذا يعني اننا امام استخدام تكتيكي للرجل سنراقبه جميعا، ولن
يكون سرا مطلقا.
السبيل - الأحد 12/مايو/2019